للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} (١) ولم يقل ماذا خلق ربكم. (٢)

- قال الحافظ ابن حجر في الفتح: وصرح البخاري بأن أصوات العباد مخلوقة وأن أحمد لا يخالف ذلك، فقال في كتاب خلق أفعال العباد ما يدعونه عن أحمد ليس الكثير منه بالبين ولكنهم لم يفهموا مراده ومذهبه، والمعروف عن أحمد وأهل العلم أن كلام الله تعالى غير مخلوق، وما سواه مخلوق لكنهم كرهوا التنقيب عن الأشياء الغامضة وتجنبوا الخوض فيها والتنازع إلا ما بينه الرسول عليه الصلاة والسلام، ثم نقل عن بعض أهل عصره أنه قال: القرآن بألفاظنا وألفاظنا بالقرآن شيء واحد، فالتلاوة هي المتلو والقراءة هي المقروء، قال: فقيل له إن التلاوة فعل التالي، فقال: ظننتها مصدرين، قال: فقيل له أرسل إلى من كتب عنك ما قلت؟ فاسترده فقال: كيف وقد مضى؟ انتهى. (٣)

- قال محمد بن إسماعيل البخاري: قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: أنا رجل مبتلى، قد ابتليت أن لا أقول لك، ولكن أقول: فإن أنكرت شيئا فردني عنه: القرآن من أوله إلى آخره كلام الله، ليس شيء منه مخلوق. ومن قال: إنه مخلوق، أو شيء منه مخلوق: فهو كافر. ومن زعم أن لفظه


(١) سبأ الآية (٢٣).
(٢) الفتح (١٣/ ٤٥٢).
(٣) الفتح (١٣/ ٤٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>