للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أكابركم" (١) وقال ابن مسعود: (لا يزال الناس بخير ما أخذوا العلم عن أكابرهم) وقال ابن عمر: (كل بدعة ضلالة، وإن رآها الناس حسنة) وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ألا هلك المتنطعون" (٢) وقال الصديق رضي الله عنه: (أي أرض تقلني؟ وأي سماء تظلني؟ إذا قلت في كتاب الله ما لا أعلم) وقال علي: (ما أبردها على الكبد إذا سئل الرجل عما لا يعلم: أن يقول: لا أعلم) وقال أبو موسى: (من علمه الله علما فليعلمه الناس، وإياه أن يقول ما لا علم له به، فيصير من المتكلفين، ويمرق من الدين) وقال ابن مسعود: (إذا سئل أحدكم عما لا يعلم، فليقر، ولا يستحي) وروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في أحاديث أنه قال: "من أحدث حدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين" (٣) ... وقال الشعبي: (ما حدثوك عن رأيهم فألقه في الحش).

وقال عمر بن عبد العزيز: إياك وما أحدث المحدثون. فإنه لم تكن بدعة إلا وقد مضى قبلها ما هو دليل عليها، وعبرة منها، فعليك بلزوم السنة. فإنها لك بإذن الله عصمة. وإن السنة إنما سنها من قد علم ما جاء في خلافها من الخطأ والزلل والحمق والتعمق. وارض لنفسك بما رضي به القوم لأنفسهم. فإنهم عن علم وقفوا وببصر ناقد كفوا، ولهم على كشف الأمور كانوا أقوى، وبفضل -لو كان فيها- أحرى. إنهم لهم السابقون. فلئن كان الهدى


(١) أخرجه القضاعي في مسند الشهاب (١/ ٥٧/٣٦ - ٣٧) والطبراني في الأوسط (٩/ ٤٥٦ - ٤٥٧/ ٨٩٨٦) وأبو نعيم في الحلية (٨/ ١٧١،١٧٢) وابن حبان (الإحسان ٢/ ٣١٩/٥٥٩) والحاكم (١/ ٦٢) وقال: "صحيح على شرط البخاري" ووافقه الذهبي. كلهم عن ابن عباس.
(٢) أخرجه أحمد (١/ ٣٨٦) ومسلم (٤/ ٢٠٥٥/٢٦٧٠) وأبو داود (٥/ ١٥/٤٦٠٨) من حديث عبد الله بن مسعود.
(٣) تقدم تخريجه. انظر مواقف علي رضي الله عنه سنة (٤٠هـ).

<<  <  ج: ص:  >  >>