للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من سعد في بطن أمه" (١).

فكيف يجوز أن يكذب ابن مسعود على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مثل هذا الحديث الجليل المشهور، ويقول حدثني الصادق المصدوق، وأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - متوافرون، ولا ينكره أحد منهم؟ ولأي معنى يكذب مثله على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أمر لا يجتذب به إلى نفسه نفعا، ولا يدفع عنه ضرا، ولا يدنيه من سلطان ولا رعية، ولا يزداد به مالا إلى ماله؟ وكيف يكذب في شيء، قد وافقه على روايته، عدد منهم أبو أمامة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "سبق العلم، وجف القلم، وقضي القضاء، وتم القدر بتحقيق الكتاب، وتصديق الرسل بالسعادة لمن آمن واتقى، والشقاء لمن كذب وكفر". وقال عز وجل: "ابن آدم بمشيئتي كنت. أنت الذي تشاء لنفسك ما تشاء، وبإرادتي كنت. أنت الذي تريد لنفسك ما تريد، وبفضلي ورحمتي أديت إلى فرائضي، وبنعمتي قويت على معصيتي". وهذا الفضل بن عباس بن عبد المطلب يروي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال له: "يا غلام، احفظ الله يحفظك، وتوكل عليه تجده أمامك، وتعرف إليه في الرخاء، يعرفك في


(١) أخرجه: ابن أبن عاصم في السنة (١/ ٧٩/١٧٨) والقضاعي في مسند الشهاب (١/ ٧٩ - ٨٠/ ٧٦) بلفظ: "ألا إنما الشقي من شقي في بطن أمه، والسعيد من وعظ بغيره". قال الشيخ الألباني رحمه الله: "ضعيف مرفوعا، وإسناده كلهم ثقات رجال مسلم غير أن أبا إسحاق وهو عمرو بن عبد الله السبيعي كان اختلط ثم هو إلى ذلك مدلس، وقد عنعنه. والمحفوظ أنه موقوف على ابن مسعود. قلت: الموقوف أخرجه: مسلم (٤/ ٢٠٣٧/٢٦٤٥) وابن حبان: الإحسان (١٤/ ٥٢ - ٥٣/ ٦١٧٧).

والحديث أخرجه بلفظ الباب من حديث أبي هريرة مرفوعا: البزار (مختصر زوائد البزار (٢/ ١٥١/١٦٠٠))، والطبراني في الصغير (ص ٢٨٩/ح ٧٦٠)، والآجري (٢/ ٣٦٨ - ٣٦٩/ ٤٠٥) واللالكائي (٤/ ٦٥٨/١٠٥٧)، قال الهيثمي في المجمع (٧/ ١٩٣): "رواه البزار والطبراني في الصغير ورجال البزار رجال الصحيح"، وقال ابن حجر في مختصر زوائد البزار: صحيح. وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو. أخرجه ابن أبي عاصم (١/ ٨٣/١٨٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>