للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما تشتهيه الأنفس وتلذ الْأَعْيُنُ} (١) وقال: "أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر" (٢) فوصف ما يعرف ويشتهى وضمن ما لا يعرف؛ وقال: إنما أهلك ثمودا لأجل ناقة، وما قدر ناقة؟ وهذا جهل منه الملعون. فإنه إنما أهلكهم لعنادهم وكفرهم في مقابلة المعجزة، لا لإهلاك ناقة. قال: وقال: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} (٣) ثم قال: {لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ} (٤). ولو فهم أن الإسراف الأول في الخطايا دون الشرك، والثاني في الشرك، وما يتعلق بكل آية يكشف معناها. قال: ووجدناه يفتخر بالفتنة التي ألقاها بينهم كقوله: {وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ} (٥) {ولقد فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} (٦)، ثم أوجب للذين فتنوا المؤمنين عذاب الأبد. وهذا الجاهل الملعون لا يدري أن الفتنة كلمة يختلف معناها في القرآن، فالفتنة معناها: الابتلاء، كالآية الأولى، والفتنة الإحراق كقوله: {فَتَنُوا


(١) الزخرف الآية (٧١).
(٢) أحمد (٢/ ٣١٣) والبخاري (٨/ ٦٦١/٤٧٧٩) ومسلم (٤/ ٢١٧٤/٢٨٢٤) والترمذي (٥/ ٣٢٣/٣١٩٧) وابن ماجه (٢/ ١٤٤٧/٤٣٢٨) من حديث أبي هريرة.
(٣) الزمر الآية (٥٣) ..
(٤) غافر الآية (٢٨).
(٥) الأنعام الآية (٥٣).
(٦) العنكبوت الآية (٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>