للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: لله أشد أذنا لقارئ القرآن من صاحب القينة إلى قينته (١) وأن الله سبحانه يحب العطاس ويكره التثاؤب (٢). وفرغ الله من الرزق والأجل وحديث ذبح الموت ومباهاة الله تعالى وصعود الأقوال والأعمال والأرواح إليه، وحديث معراج الرسول - صلى الله عليه وسلم - ببدنه وبيان نفسه ونظره إلى الجنة والنار وبلوغه إلى العرش إلى أن لم يكن بينه وبين الله إلا حجاب العزة وعرض الأنبياء عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام وعرض أعمال الأمة عليه.

وغير هذا مما صح عنه - صلى الله عليه وسلم - من الأخبار المتشابهة الواردة في صفات الله سبحانه ما بلغنا وما لم يبلغنا مما صح عنه اعتقادنا فيه، وفي الآي المتشابهة في القرآن أن نقبلها ولا نردها ولا نتأوله بتأويل المخالفين، ولا نحملها على تشبيه المشبهين، ولا نزيد عليها ولا ننقص منها، ولا نفسرها ولا نكيفها، ولا نترجم عن صفاته بلغة غير العربية ولا نشير إليها بخواطر القلوب ولا بحركات الجوارح بل نطلق ما أطلقه الله عز وجل ونفسر ما فسره النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه والتابعون والأئمة المرضيون من السلف المعروفين بالدين والأمانة، ونجمع على ما أجمعوا عليه ونمسك عن ما أمسكوا عنه ونسلم الخبر الظاهر والآية الظاهرة تنزيلها لا نقول بتأويل المعتزلة، والأشعرية والجهمية والملحدة والمجسمة والمشبهة والكرامية والمكيفة، بل نقبلها بلا تأويل ونؤمن بها بلا تمثيل ونقول: الإيمان بها واجب والقول بها سنة وابتغاء تأويلها بدعة. آخر كلام أبي العباس بن سريج الذي حكاه أبو القاسم سعد بن علي الزنجاني في أجوبته. (٣)

" التعليق:

ماذا يقول أشاعرة الشافعية في هذه العقيدة، هل اخترعها ابن القيم وولد ألفاظها، وهي ثابتة حقاً كما ذكر ابن القيم مرجعه ومستنده. فهذه العقيدة المباركة جمعت الصفات الواردة في القرآن والسنة وما يداخلها من الصفات وقد أوضحها الشيخ وضوحاً لا مزيد عليه. بين ما يتوهم أن مذهب السلف هو التفويض بل بين أن مذهب السلف هو الإثبات وعلى هذا النهج نهج ابن تيمية وابن القيم فماذا يقول المخالفون هل هذا الإمام مسبق بهذا أو هو شيء اخترعه من عنده أو أن هذا تلقاه الخلف عن السلف إلى الصحابة ثم إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - والله المستعان.

- وقال أبو الوليد الفقيه: سمعت ابن سريج يقول: ما رأيت من


(١) أخرجه: أحمد (٦/ ١٩) والحاكم (١/ ٥٧٠ - ٥٧١) وصححه وتعقبه الذهبي بقوله بل هو منقطع. أبو عبيد في فضائل القرآن (١/ ٣٣٠) والبيهقي (١٠/ ٢٣٠) والبخاري في التاريخ الكبير (٧/ ١٢٤) وابن عساكر (٦١/ ٣٢١) من طريق إسماعيل بن عبد الله عن فضالة بن عبيد مرفوعاً.
وأخرجه: أحمد (٦/ ٢٠) وابن حبان (٣/ ٣١/٧٥٤) وابن ماجه (١/ ٤٢٥/١٣٤٠) وقال البوصيري: "إسناده صحيح"، وابن عساكر (٦١/ ٣٢١) والطبراني في الكبير (١٨/ ٣٠١/٧٧٢) والبيهقي (١٠/ ٢٣٠)، البخاري في التاريخ الكبير (٧/ ١٢٤) كلهم من طريق الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن إسماعيل بن عبد الله عن ميسرة مولى فضالة عن فضالة ابن عبيد مرفوعاً بلفظ "الله أشد أذناً إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القينة إلى قينته" والحديث ضعفه الشيخ الألباني رحمه الله في ضعيف الترغيب (١/ ٤٣٨).
(٢) أخرجه: أحمد (٢/ ٢٦٥) والبخاري (١٠/ ٧٤٠/٦٢٢٣) وأبو داود (٥/ ٢٨٧/٥٠٢٨) والترمذي (٥/ ٨١/٢٧٤٧) والنسائي في الكبرى (٦/ ٦٢/١٠٠٤٣) من طرق عن أبي هريرة رضي الله عنه.
(٣) اجتماع الجيوش (١٥٨ - ١٦٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>