للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة، فإن كانوا في السنة سواء فأكبرهم سنّاً، فإن كانوا في السن سواء فأقدمهم مسلماً". (١)

قلت -أي ابن كثير-: وهذا من كلام الأشعري رحمه الله مما ينبغي أن يكتب بماء الذهب ثم قد اجتمعت هذه الصفات كلها في الصديق رضي الله عنه وأرضاه. (٢)

[موقفه من الجهمية:]

لقد كتب الكثير من المتقدمين والمتأخرين عن أبي الحسن، ومن أشهرهم أبو القاسم بن عساكر في كتابه تبيين كذب المفتري فيما نسب لأبي الحسن الأشعري.

والذي تبين لي أن أبا الحسن رجع عن مذهب الاعتزال، ورد عليه، وهذا أمر مجمع عليه، واعتنق مذهب أهل السنة، ولكن مع بقايا من علم الكلام والتأثر بمذهب المعتزلة، والرجل لم يكن له علم بالحديث ولا أهله، وإن ذكروا في ترجمته أنه تلقى بعض علم الحديث، عن زكريا بن يحيى الساجي، فلعل ذلك كان قليلاً.

وقد بين شيخ الإسلام ابن تيمية أن أبا الحسن عنده علم بالسنة إجمالاً وعلم بالكلام علماً تفصيلياً، فإذا ذكر مذهب أهل الكلام ذكره على سبيل التفصيل، وإذا ذكر مذهب أهل الحديث ذكره على سبيل الإجمال.


(١) مسلم (١/ ٤٦٥/٦٧٣) وأبو داود (١/ ٣٩٠/٥٨٢) والترمذي (١/ ٤٥٨ - ٤٥٩/ ٢٣٥) والنسائي (٢/ ٤١٠ - ٤١١/ ٧٧٩) وابن ماجه (١/ ٣١٣ - ٣١٤/ ٩٨٠) وعلقه البخاري بصيغة الجزم (٢/ ٢٣٤) من حديث أبي مسعود الأنصاري البدري.
(٢) البداية (٥/ ٢٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>