للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والتأويل، لا تجديد الدين ولا إحياء ما اندرس من العمل بالكتاب والسنة.

هداهم الله تعالى إلى سواء السبيل". اهـ (١)

قلت: صدق رحمه الله؛ فإن التجديد المعتبر هو إحياء ما جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم - من الحق والهدى، وما ربى عليه أصحابه رضي الله عنهم أجمعين. وأما غير ذلك مما هو مخالف له فلا يعتبر تجديداً، بل هو إحداث في الدين، وتشويه لجماليته. فكم قوض أهل الكلام من جهمية ومعتزلة وأشاعرة من القواعد والأصول باسم التجديد؟! وهكذا لو تتبعت كل فرقة من الفرق لوجدت عندها الكثير من ذلك. فأحق الناس بالتجديد هم من كان أتبع للنبي - صلى الله عليه وسلم -، وأحفظ لسنته، وأشد تعظيماً لها، وهم السلف الصالح رضوان الله عليهم، ومن سار على منهجهم إلى يوم الدين.

[السبب التاسع: إبطال دعوى التقريب بين الملل والنحل:]

هذه الدعوى التي قام سوقها، واستوت على ساقها، في رواق منظمات أممية في التقريب بين الحضارات والأديان، وأخرى جهوية في التأليف بين الفرق والمذاهب الإسلامية، قد عقدت لأجلها ندوات ومؤتمرات، وأسست لها مجامع ومؤسسات تعنى بها وتروج لأفكارها ومبادئها، واتخذها المتزلفون


(١) عون المعبود (١١/ ٣٩١ - ٣٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>