للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقلت له: قد رد هذا، وليس هو الذي ادعيت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لأنك قلت عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله خلق آدم على صورة آدم» ثم استدللت بقوله: «ستون ذراعاً» على أنه آدم وهذا خبر جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من وجهين:

فأبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - «إن الله خلق آدم على صورته». وروى جرير عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عطاء عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تقبحوا الوجوه، فإن الله خلق آدم على صورة الرحمن» (١)

قال أبو إسحاق: وهذا الحديث يذكر عن إسحاق بن راهويه: أنه صحيح مرفوع، وأما أحمد بن حنبل فذكر أن الثوري


(١) أخرجه: ابن أبي عاصم (١/ ٢٢٨ - ٢٢٩/ ٥١٧) وابن خزيمة في التوحيد (١/ ٨٥/٤٧) والطبراني في الكبير (١٢/ ٤٣٠/١٣٥٨٠) والآجري في الشريعة (٢/ ١٠٧/٧٧٠) والحاكم (٢/ ٣١٩) وصححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي، اللالكائي (٣/ ٤٧٠/٧١٦) والبيهقي في الأسماء والصفات (٢/ ٦٤/٦٤٠) كلهم من طرق عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عطاء عن ابن عمر به.
وفي الحديث ثلاث علل ذكرها ابن خزيمة رحمه الله تعالى:
- إحداهن: أن الثوري قد خالف الأعمش في إسناده فأرسل الثوري ولم يقل عن ابن عمر.
- والثانية: أن الأعمش مدلس، لم يذكر أنه سمع من حبيب بن أبي ثابت.
- والثالثة: أن حبيب بن أبي ثابت أيضاً مدلس، لم يعلم أنه سمع من عطاء، سمعت إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد يقول: ثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش قال: قال حبيب بن أبي ثابت: لو حدثني رجل عنك بحديث لم أبال أن أرويه عنك، يريد لم أبال أن أدلسه.

وزاد الشيخ الألباني رحمه الله علة رابعة فقال في الضعيفة (٣/ ٣١٧): "قلت: والعلة الرابعة: هي جرير بن عبد الحميد فإنه وإن كان ثقة كما تقدم فقد ذكر الذهبي في ترجمته من الميزان أن البيهقي ذكر في سننه في ثلاثين حديثا لجرير ابن عبد الحميد قال: "قد نسب في آخر عمره إلى سوء الحفظ" قلت: وإن مما يؤكد ذلك أنه رواه مرة عند ابن أبي عاصم (رقم ٥١٨) بلفظ "على صورته" لم يذكر "الرحمن" وهذا الصحيح المحفوظ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من الطرق الصحيحة عن أبي هريرة، والمشار إليها آنفاً. وإذا عرفت هذا فلا فائدة كبرى من قول الهيثمي في المجمع (٨/ ١٠٦): "رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير إسحاق بن إسماعيل الطالقاني وهو ثقة، وفيه ضعف". وكذلك من قول الحافظ في الفتح (٥/ ١٣٩): "أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" والطبراني من حديث ابن عمر بإسناد رجاله ثقات. اهـ

<<  <  ج: ص:  >  >>