للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقلت له: هذا رواه ابن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. فأنكره عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال: هذا من كلام ابن مسعود. وقد روي عن ابن عباس أنه قال: «الشدة». (١)

فقلت له: إنما نذكر ما جاء عن الصحابة إذا لم نجد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال لي: تحفظه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؟

قلت: نعم، هذا رواه المنهال بن عمرو عن أبي عبيدة بن عبد الله عن مسروق بن الأجدع حدثنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يجمع الله الأولين والآخرين لميقات يوم معلوم، وينزل الله عز وجل في ظلل من الغمام -وذكر الحديث بطوله- وقال فيه: فيأتيهم الله تبارك وتعالى فيقول لهم: ما لكم لا تنطلقون كما انطلق الناس؟ فيقولون: لنا إله. فيقول: هل تعرفونه إن رأيتموه؟ فيقولون: نعم، بيننا وبينه علامة، إن رأيناها عرفناه قال: فيقول: ما هي؟ فيقولون: يكشف عن ساقه. قال: فعند ذلك يكشف عن ساقه قال: فيخر من كان بظهره طبق ويبقى قوم ظهورهم كأنها صياصي البقر، يريدون السجود فلا يستطيعون. وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون». في حديث فيه طول (٢)،

وقد روي


(١) رواه ابن جرير (٢٩/ ٣٨) والحاكم (٢/ ٤٩٩ - ٥٠٠) وقال: "صحيح الإسناد" ووافقه الذهبي ومن طريقه البيهقي في الأسماء والصفات (٢/ ١٨٣ - ١٨٥) عن ابن عباس.
(٢) أخرجه: عبد الله بن أحمد في السنة (ص.٢٠٦ - ٢٠٩) والطبراني في الكبير (٩/ ٣٥٧ - ٣٦١/ ٩٧٦٣) والبيهقي في البعث والنشور (٣١٤ - ٣١٦/ ٦٥٧) والحاكم (٤/ ٥٨٩ - ٥٩٢) وقال: "رواة هذا الحديث عن آخرهم ثقات غير أنهما لم يخرجا أبا خالد الدالاني في الصحيحين لما ذكر من انحرافه عن السنة في ذكر الصحابة، فأما الأئمة المتقدمون فكلهم شهدوا لأبي خالد بالصدق والإتقان، والحديث صحيح ولم يخرجاه، وأبو خالد الدالاني ممن يجمع حديثه في أئمة أهل الكوفة". وتعقبه الذهبي بقوله: "ما أنكره حديثا على جودة إسناده، وأبو خالد شيعي منحرف".

ثم إن الذهبي رحمه الله قد صححه كما في الأربعين في صفات رب العالمين (ص.١٢١) بقوله: "وهو حديث صحيح".
وأورده الهيثمي في المجمع (١٠/ ٣٤٠ - ٣٤٣) وقال رواه كله الطبراني من طرق، ورجال أحدها رجال الصحيح، غير أبي خالد الدالاني وهو ثقة". وقال الحافظ في المطالب (٤/ ٣٦٥ - ٣٦٧): "هذا إسناد صحيح متصل رجاله ثقات".

<<  <  ج: ص:  >  >>