للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم قال: اعلم رحمك الله أني ذكرت أحكام الاختلاف على ما ورد من ترتيب المحدثين في كل الأزمنة وقد بدأت أن أذكر حكام الجمل من العقود. فنقول ونعتقد أن الله عز وجل له عرش، وهو على عرشه فوق سبع سمواته بكل أسمائه وصفاته، كما قال: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (٥)} (١) {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ} (٢) ولا نقول إنه في الأرض كما هو في السماء على عرشه لأنه عالم بما يجري على عباده ثم يعرج إليه. إلى أن قال: ونعتقد أن الله تعالى خلق الجنة والنار، وأنهما مخلوقتان للبقاء، لا للفناء. إلى أن قال: ونعتقد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - عرج بنفسه إلى سدرة المنتهى (٣). إلى أن قال: ونعتقد أن الله قبض قبضتين فقال: «هؤلاء للجنة وهؤلاء للنار» ونعتقد أن للرسول - صلى الله عليه وسلم - "حوضاً" ونعتقد أنه أول شافع وأول مشفع وذكر الصراط والميزان والموت وأن المقتول قتل بأجله واستوفى رزقه.

إلى أن قال: ومما نعتقده أن الله ينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا في ثلث الليل الآخر، فيبسط يده فيقول: «ألا هل من سائل» الحديث (٤)، وليلة النصف من شعبان (٥)، وعشية عرفة (٦)، وذكر الحديث في ذلك. قال: ونعتقد أن الله


(١) طه الآية (٥).
(٢) السجدة الآية (٥).
(٣) أخرجه من حديث أنس: أحمد (٣/ ١٤٨) والبخاري (١/ ٦٠٥/٣٤٩) ومسلم (١/ ١٤٥/١٦٢) والنسائي (١/ ٢٤١ - ٢٤٣/ ٤٤٩) وابن ماجه (١/ ٤٤٨/١٣٩٩).
(٤) انظر تخريجه في مواقف حماد بن سلمة سنة (١٦٧هـ).
(٥) انظر تخريجه في مواقف ابن قتيبة سنة (٢٧٦هـ).
(٦) انظر تخريجه في مواقف ابن قتيبة سنة (٢٧٦هـ).

<<  <  ج: ص:  >  >>