للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غور، فأتاه إنسان في بعض تلك الجبال، فقال: إن امرأتي ولدت لستة أشهر، فقال: هو ولدك، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الولد للفراش» (١)، فعاوده، فرد عليه كذلك، فقال الرجل: أنا لا أقول بهذا، فقال: هذا الغزو، وسل عليه السيف، فأكببنا عليه وقلنا: جاهل لا يدري ما يقول.

قال الذهبي: كان سبيله أن يوضح له، ويقول: لك أن تنتفي منه باللعان، ولكنه احتمى للسنة وغضب لها. (٢)

أبو محمد الأصيلي (٣) (٣٩٢ هـ)

عبد الله بن إبراهيم، أبو محمد الأصيلي. الإمام شيخ المالكية وعالم الأندلس. نشأ بأصيلا، وتفقه بقرطبة. سمع ابن المشاط وأبا الطاهر الذهلي، وكتب عن أبي زيد الفقيه وأبي بكر الآجري. وحدث عن الدارقطني، وحدث عنه الدارقطني. جاء في المدارك: كان الأصيلي من حفاظ رأي مالك، والمتكلم على الأصول وترك التقليد، ومن أعلم الناس في الحديث، وأبصرهم بعلله ورجاله ويحض أصحابه عليه. ولا يرى أن من خلا من علمه فقيها على حال. ولما ورد أبو يحيى بن الأشج من أهل المشرق وكان قد روى كتاب البخاري سئل إسماعه فقال: لا يراني الله أحدث به والأصيلي حي أبداً. فلما مات الأصيلي أسعف.


(١) أحمد (٦/ ٣٧) والبخاري (٨/ ٢٩/٤٣٠٣) ومسلم (٢/ ١٠٨٠/١٤٥٧) وأبو داود (٢/ ٧٠٣ - ٧٠٥/ ٢٢٧٣) والنسائي (٦/ ٤٩١ - ٤٩٢/ ٣٤٨٤) وابن ماجه (١/ ٦٤٦/٢٠٠٤) من حديث عائشة.
(٢) السير (١٦/ ٥٢٧ - ٥٢٨).
(٣) السير (١٦/ ٥٦٠) وشذرات الذهب (٣/ ١٤٠) وترتيب المدارك (٢/ ٢٤١) والديباج المذهب (١/ ٤٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>