للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واتباعه إلى القبلة الأخرى، أي ليعطيكم أجرهما جميعا. {إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (٦٥)} (١) قاله علي بن أبي طالب وعبد الله بن عباس رضي الله عنهما. اهـ وقال عز وجل: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ} (٢) يعني بما أمر الله أن يؤمن به من الطاعات التي سماها على لسان جبريل عليه السلام إيمانا وإسلاما، وكذلك من يكفر بمحمد أو بالصلاة أو بالصوم فقد حبط عمله. اهـ وما فسره على لسان نبيه - صلى الله عليه وسلم - لوفد عبد قيس (٣) فقال: «أتدرون ما الإيمان؟ ثم فسره فقال: شهادة أن لا إله إلا الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت».اهـ وقال محمد بن نصر: الإيمان هاهنا عبادة العابدين لله؛ قال الله عز وجل: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (٥)} (٤).اهـ وقال: {فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (٢)} (٥) فالمؤمن هو العابد لله، والعبادة لله هو فعله وهو الإيمان، والخالق هو المعبود الذي خلق المؤمن وعبادته وكل شيء منه، فالخالق بصفاته الكاملة خالق غير مخلوق ولا شيء منه مخلوق. والعباد بصفاتهم وأفعالهم وكل شيء منهم مخلوقون ... وقال عز وجل: {إِنَّنَا


(١) البقرة الآية (١٤٣).
(٢) المائدة الآية (٥).
(٣) تقدم تخريجه ضمن مواقف ابن بطة سنة (٣٨٧هـ).
(٤) البينة الآية (٥).
(٥) الزمر الآية (٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>