للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والسنة، وفيه أن المرء لا يناله إلا ما قدر له.

قال الله عزوجل: {قل لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا} (١). والأمر في هذا واضح لمن هداه الله، والحمد لله. (٢)

- وقال -تعليقا على حديث مالك عن زياد بن سعد عن عمرو بن مسلم، عن طاوس اليماني أنه قال: أدركت ناسا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولون: كل شيء بقدر. قال طاوس: وسمعت عبد الله بن عمر يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كل شيء بقدر، حتى العجز والكيس، أو الكيس والعجز» (٣) -: وفي هذا الحديث أدل الدلائل وأوضحها على أن الشر والخير كل من عند الله، وهوخالقهما لا شريك له، ولا إله غيره، لأن العجز شر، ولوكان خيرا ما استعاذ منه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ألا ترى أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد استعاذ من الكسل والعجز والجبن والدين، ومحال أن يستعيذ من الخير، وفي قول الله عزوجل: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (١) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ} (٤) كفاية لمن وفق، وقال عزوجل: {يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} (٥).اهـ (٦)


(١) التوبة الآية (٥١).
(٢) التمهيد (فتح البر ٢/ ٢٧٣).
(٣) أحمد (٢/ ١١٠) ومسلم (٤/ ٢٠٤٥/٢٦٥٥).
(٤) الفلق الآيتان (١و٢).
(٥) النحل الآية (٩٣). فاطر الآية (٨).
(٦) التمهيد (فتح البر ٢/ ٢٧٧ - ٢٧٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>