للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يتراجعون في أثناء الليل، فصفهم معقل بن قيس ميمنة وميسرة ورتبهم، وقال: لا تبرحوا على مصافكم حتى نصبح فنحمل عليهم فما أصبحوا حتى هزمت الخوارج فرجعوا من حيث أتوا، فسار معقل في طلبهم وقدم بين يديه أبا الرواع في ستمائة فالتقوا بهم عند طلوع الشمس، فثار إليهم الخوارج فتبارزوا ساعة، ثم حملوا حملة رجل واحد فصبر لهم أبو الرواع بمن معه وجعل يذمرهم ويعيرهم ويؤنبهم على الفرار ويحثهم على الصبر فصبروا وصدقوا فى الثبات حتى ردوا الخوارج إلى أماكنهم، فلما رأت الخوارج ذلك خافوا من هجوم معقل عليهم، فما يكون دون قتلهم شيء فهربوا بين أيديهم حتى قطعوا دجلة في أرض نهزشير، وتبعهم أبو الرواع ولحقه معقل بن قيس، ووصلت الخوارج إلى المدينة العتيقة فركب إليهم شريك بن عبيد نائب المدائن ولحقهم أبو الرواع بمن معه من المقدمة. (١)

أبو موسى الأشعري (٢) (٤٤ هـ)

هو عبد الله بن قيس بن سُلَيم، صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. أبو موسى الأشعري التميميّ، الفقيه المقرئ، وهو معدود فيمن قرأ على النبي - صلى الله عليه وسلم -. أقرأَ أهل البصرة وفقّههم في الدين، حدث عنه بريدة بن الحصيب، وأبو أمامة الباهلي، وأبو سعيد الخدري. وقد استعمله النبي ومعاذا على زبيد، وعدن،


(١) البداية والنهاية (٨/ ٢٦).
(٢) السير (٢/ ٣٨٠ - ٤٠٢) والإصابة (٤/ ٢١١ - ٢١٤) والاستيعاب (٣/ ٩٧٩ - ٩٨١) وأسد الغابة (٣/ ٣٦٤ - ٣٦٦) طبقات ابن سعد (٢/ ٣٤٤ - ٣٤٥) والجرح والتعديل (٥/ ١٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>