للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وبأحاديث أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وترك الرأي والابتداع. (١)

- وقال: قال أهل اللغة: السنة: السيرة والطريقة. فقولهم فلان على السنة ومن أهل السنة، أي هو موافق للتنزيل والأثر في الفعل والقول، ولأن السنة لا تكون مع مخالفة الله ومخالفة رسوله. فإن قيل كل فرقة تنتحل اتباع السنة، وتنسب مخالفيها إلى خلاف الحق، فما الدليل على أنكم أهلها دون من خالفكم؟

قلنا: الدليل على ذلك قول الله تعالى: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} (٢). فأمر باتباعه وطاعته فيما أمر ونهى.

وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «عليكم بسنتي» (٣)، و «من رغب عن سنتي فليس مني». (٤)

وعرفنا سنته بالآثار المروية بالأسانيد الصحيحة، وهذه الفرقة الذين هم أصحاب الحديث لها أطلب، وفيها أرغب ولصحاحها أتبع. فعلمنا بالكتاب والسنة أنهم أهلها دون سائر الفرق لأن مدعي كل صناعة إذا لم يكن معه دلالة من صناعته يكون مبطلا في دعواه، وإنما يستدل على صناعته كل صاحب صنعة بآلته فإذا رأيت الرجل فتح باب دكانه، وبين يديه الكير،


(١) الحجة في بيان المحجة (٢/ ٢٦٩).
(٢) الحشر الآية (٧).
(٣) تقدم تخريجه ضمن مواقف اللالكائي سنة (٤١٨هـ).
(٤) أحمد (٣/ ٢٤١و٢٥٩) والبخاري (٩/ ١٢٩/٥٠٦٣) ومسلم (٢/ ١٠٢٠/١٤٠١) والنسائي (٦/ ٣٦٨ - ٣٦٩/ ٣٢١٧) من حديث أنس.

<<  <  ج: ص:  >  >>