للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسول الله، إنا نحب الله. فأنزل الله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٣١)} (١). وروي أن الآية نزلت في كعب بن الأشرف وغيره، وأنهم قالوا: نحن أبناء الله وأحباؤه، ونحن أشد حبا لله، فأنزل الله الآية. وقال الزجاج: معناه إن كنتم تحبون الله أن تقصدوا طاعته، فافعلوا ما أمركم به، إذ محبة العبد لله والرسول طاعته لهما، ورضاه بما أمرا، ومحبة الله لهم عفوه عنهم، وإنعامه عليهم برحمته. (٢)

ويقال: الحب من الله عصمة وتوفيق، ومن العباد طاعة، كما قال القائل:

تعصي الإله وأنت تظهر حبه ... لو كان حبك صادقا لأطعته ... هذا لعمري في القياس بديع

إن المحب لمن يحب مطيع

-ثم ساق بسنده- عن العرباض بن سارية في حديثه في موعظة النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجد، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة» (٣). زاد في حديث جابر بمعناه: «وكل ضلالة في النار» (٤). وفي حديث أبي رافع عنه - صلى الله عليه وسلم -: «لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته، يأتيه الأمر من أمري، مما أمرت به، أو


(١) آل عمران الآية (٣١).
(٢) هذا مع إثبات صفة المحبة له سبحانه.
(٣) تقدم تخريجه في مواقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة (٢٣هـ).
(٤) تقدم تخريجه في مواقف القاسم بن محمد سنة (١٠٦هـ).

<<  <  ج: ص:  >  >>