للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسأله عن ذلك، فعرفه الشيخ ولم يعلمه بأنه قد عرفه، فسأله الخليفة عن يزيد أيلعن أم لا؟ فقال: لا أسوغ لعنه لأني لو فتحت هذا الباب لأفضى الناس إلى لعن خليفتنا، فقال الخليفة: ولم؟ قال: لأنه يفعل أشياء منكرة كثيرة، منها كذا وكذا، ثم شرع يعدد على الخليفة أفعاله القبيحة، وما يقع منه من المنكر لينزجر عنها، فتركه الخليفة وخرج من عنده وقد أثر كلامه فيه، وانتفع به. توفي رحمه الله في الثالث والعشرين من المحرم سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة.

[موقفه من الصوفية:]

له كتاب الدليل الواضح في النهي عن ارتكاب الهوى الفاضح، يشتمل على تحريم الغناء وآلات اللهو، وذكر فيه: تحريم الدف بكل حال في العرس وغيره. (١)

ابن أبي عصرون (٢) (٥٨٥ هـ)

الشيخ الإمام العلامة، الفقيه البارع، شيخ الشافعية، عالم أهل الشام، أبو سعد عبد الله بن محمد بن هبة الله، ولد سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة. تفقه على المرتضى الشهرزوري، وأخذ القراءات عن أبي عبد الله الحسين بن محمد البارع وأبي بكر المزرفي، سمع من أبي القاسم بن الحصين وجماعة، وولي قضاء دمشق وحران وسنجار وديار ربيعة، ودرس وأقرأ القراءات والفقه،


(١) ذيل طبقات الحنابلة (٣/ ٣٥٧).
(٢) السير (٢١/ ١٢٥ - ١٢٩) والكامل في التاريخ (١٢/ ١٨) ووفيات الأعيان (٣/ ٥٣) والبداية والنهاية (١٢/ ٣٥٥) وشذرات الذهب (٤/ ٢٨٣) وتاريخ الإسلام (حوادث ٥٨١ - ٥٩٠/ص.٢١٧ - ٢٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>