للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسعد بن أبي وقاص، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو عبيدة بن الجراح رضوان الله عليهم.

فهؤلاء العشرة الكرام البررة الذين شهد لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالجنة (١)، فنشهد لهم بها كما شهد لهم بها، اتباعا لقوله وامتثالا لأمره اهـ. ثم ذكر بعضا ممن شهد لهم بالجنة. (٢)

[موقفه من الجهمية:]

لقد مضت سنة الله تعالى في خلقه على هذا الإمام بالامتحان والاختبار في عقيدته. وكان ممن شرفه الله بالصبر في سبيل عقيدته السلفية، وكان من خيرة الأمثلة في ذلك.

- جاء في ذيل طبقات الحنابلة: اجتمع الشافعية والحنفية والمالكية عند المعظم عيسى والصارم برغش والي القلعة، وكانا يجلسان بدار العدل للنظر في المظالم. قال: وكان ما اشتهر من إحضار اعتقاد الحنابلة، وموافقة أولاد الفقيه نجم الدين الحنبلي الجماعة، وإصرار الفقيه عبد الغني المقدسي على لزوم ما ظهر به من اعتقاده وهو الجهة والاستواء والحرف. وأجمع الفقهاء على الفتوى بكفره وأنه مبتدع لا يجوز أن يترك بين المسلمين ولا يحل لولي الأمر أن يمكنه من المقام معهم، وسأل أن يمهل ثلاثة أيام لينفصل عن البلد فأجيب.

وذكر غيره: أنهم أخذوا عليه مواضع منها قوله: ولا أنزهه تنزيها ينفي حقيقة


(١) أحمد (١/ ١٨٧) وأبو داود (٥/ ٣٩/٤٦٤٩) والترمذي (٥/ ٦٠٩/٣٧٥٧) وقال: "حسن صحيح". والنسائي في الكبرى (٥/ ٥٥/٨١٥٠) وابن ماجة (١/ ٤٨/١٣٣) من طرق عن سعيد بن زيد رضي الله عنه.
(٢) الاقتصاد في الاعتقاد (ص.١٩٨ - ٢٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>