للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة» رواه البخاري (١). وروي معناه من وجوه: خرج هذا السهم نقيا خاليا من الدم والفرث لم يتعلق منها بشيء كذلك خروج هؤلاء من الدين يعني الخوارج.

وعن أبي أمامة أنه رأى رؤوسا منصوبة على درج مسجد دمشق، فقال: كلاب النار، شر قتلى تحت أديم السماء، خير قتلى من قتلوه، ثم قرأ: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} (٢) إلى آخر الآية، فقيل له: أنت سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: لو لم أسمعه إلا مرة أو مرتين أو ثلاثا أو أربعا حتى عد سبعا ما حدثتكموه. قال الترمذي: هذا حديث حسن، ورواه ابن ماجه عن سهل عن ابن عيينة عن أبي غالب أنه سمع أبا أمامة يقول: «شر قتلى قتلوا تحت أديم السماء، وخير قتلى من قتلوا، كلاب أهل النار، كلاب أهل النار، كلاب أهل النار، قد كان هؤلاء مسلمين فصاروا كفارا»، قلت: يا أبا أمامة هذا شيء تقوله، قال: بل سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (٣). وعن علي رضي الله عنه، في قوله تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (١٠٣)} (٤) قال: هم أهل النهروان (٥). وعن أبي سعيد في حديث آخر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: هم شر الخلق


(١) البخاري (١٢/ ٣٥٠/٦٩٣٠) ومسلم (٢/ ٧٤٦ - ٧٤٧/ ١٠٦٦ (١٥٤)) من حديث علي رضي الله عنه.
(٢) آل عمران الآية (١٠٦).
(٣) تقدم انظر مواقف أبي أمامة سنة (٨٦هـ).
(٤) الكهف الآية (١٠٣).
(٥) أخرجه الحاكم كما في الفتح (٨/ ٥٤٣) وعبد الرزاق في التفسير (٢/ ٤١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>