للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فما في الدنيا كفر، نسأل الله العفو والنجاة، فواغوثاه بالله.

وقال: ولا ريب أن كثيرا من عباراته له تأويل إلا كتاب الفصوص. (١)

قال ابن تيمية: وهذا الذي ذكره الجنيد من الفرق بين القديم والمحدث والفرق بين المأمور والمحظور بهما يزول ما وقع فيه كثير من الصوفية من هذا الضلال، ولهذا كان الضلال منهم يذمون الجنيد على ذلك، كابن عربي وأمثاله، فإن له كتابا سماه 'الإسرا إلى المقام الأسرى' مضمونه حديث نفس ووساوس شيطان حصلت في نفسه، جعل ذلك معراجا كمعراج الأنبياء، وأخذ يعيب على الجنيد وعلى غيره من الشيوخ ما ذكروه وعاب على الجنيد قوله: "التوحيد إفراد الحدوث عن القدم" وقال: "قلت له يا جنيد ما يميز بين الشيئين إلا من كان خارجا عنهما، وأنت إما قديم أو محدث، فكيف تميز؟ " وهذا جهل منه؛ فإن المميز بين الشيئين هو الذي يعرف أن هذا غير هذا، ليس من شرطه أن يكون ثالثا، بل كل إنسان يميز بين نفسه وبين غيره وليس هو ثالثا. والرب سبحانه يميز بين نفسه وبين غيره وليس هناك ثالث. (٢)

وجاء في السير: وقد حكى العلامة ابن دقيق العيد شيخنا أنه سمع الشيخ عز الدين بن عبد السلام يقول عن ابن العربي: شيخ سوء كذاب، يقول بقدم العالم ولا يحرم فرجا. (٣)

ومواقف سلفنا رحمهم الله كثيرة هذا بعضها، وسيأتي معنا بقية أخرى بإذن الله.


(١) السير (٢٣/ ٤٩).
(٢) المنهاج (٥/ ٣٤٠ - ٣٤١).
(٣) السير (٢٣/ ٤٨ - ٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>