للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قبيح الفعال، وهذه أفعال الخمر، فيلزم أن يحكم بتحريمه كما يحكم بتحريمها والله أعلم.

فإن أنكر منكر أن يكون الأمر كما ذكرنا فليشاهده حتى يصح له ما وصفناه وكيف ينكر ما يشهد به العيان، ويعرفه من المباشرين له كل إنسان وقد مضى على ذلك في وصاياهم الحكماء ونظمه في شعرهم الشعراء، ولذلك قال يزيد بن الوليد: (يا بني أمية إياكم والغناء فإنه يزيد في الشهوة، ويهدم المروءة، وإنه لينوب عن الخمر ويفعل كفعل المسكر، فإن كنتم لا بد فاعلين فجنبوه النساء، فإن الغناء داعية الزنا).

وعلى هذا المعنى نبه النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله لأنجشة الحادي: «رويدك رفقاً بالقوارير» (١) قال الراوي يعني ضعفة النساء، مع أنه حداء ليس فيه من الطرب ما في الغناء الذي فرضنا الكلام فيه، وقد صرح بعض الشعراء بهذا المعنى فقال وغنى:

أتذكر ليلة وقد اجتمعنا ... على طيب السماع إلى الصباح

ودارت بيننا كأس الأغاني ... فأسكرت النفوس بغير راح

فلم ترفيهم إلا نشاوى ... سروراً والسرور هناك صاح

إذا لبى أخو اللذات فيه ... ينادى اللهو حي على السماح

ولم نملك سوى المهجات شيئاً ... أرقناها لألحاظ ملاح (٢)


(١) أخرجه: أحمد (٣/ ٢٥٢) والبخاري (١٠/ ٧٢٥/٦٢١٠) ومسلم (٤/ ١٨١١/٢٣٢٣ (٧٠)) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.
(٢) كشف القناع (ص.٩٣ - ٩٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>