للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخطأ فيه أنه يكفر بذلك، وإن كان قوله مخالفا للسنة، فتكفير كل مخطئ خلاف الإجماع. (١)

- وقال: فيحتاج العبد أن ينفي عنه شيئين: الآراء الفاسدة، والأهواء الفاسدة، فيعلم أن الحكمة والعدل فيما اقتضاه علمه وحكمته، لا فيما اقتضاه علم العبد وحكمته، ويكون هواه تبعا لما أمر الله به، فلا يكون له مع أمر الله وحكمه هوى يخالف ذلك. قال الله تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (٦٥)} (٢)، وقد روي عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به» (٣) رواه أبو حاتم في صحيحه. وفي الصحيح أن عمر قال له: يا رسول الله، والله لأنت أحب إلي من نفسي. قال: «الآن يا عمر» (٤). وفي الصحيح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين» (٥) وقال تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا


(١) مجموع الفتاوى (٧/ ٦٨٤ - ٦٨٥).
(٢) النساء الآية (٦٥).
(٣) سيأتي تخريجه في مواقف ابن كثير سنة (٧٧٤هـ).
(٤) أخرجه أحمد (٤/ ٢٣٣و٣٣٦) والبخاري (١١/ ٦٤١/٦٦٣٢).
(٥) أخرجه أحمد (٣/ ١٧٧و٢٧٥) والبخاري (١/ ٨٠/١٥) ومسلم (١/ ٦٧/٤٤) والنسائي (٨/ ٤٨٨/٥٠٢٨) وابن ماجه (١/ ٢٦/٦٧ من حديث أنس رضي الله عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>