للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مقصودها أحد شيئين: إما ترك الذنوب المهجورة وأصحابها، وإما عقوبة فاعلها ونكاله. (١)

- وقال: وكل من دعا إلى شيء من الدين بلا أصل من كتاب الله وسنة رسوله، فقد دعا إلى بدعة وضلالة. والإنسان في نظره مع نفسه ومناظرته لغيره إذا اعتصم بالكتاب والسنة هداه الله إلى صراطه المستقيم، فإن الشريعة مثل سفينة نوح عليه السلام: من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق، وقد قال تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} (٢)، وقال تعالى: {اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ} (٣). وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول في خطبته: «إن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة» (٤). وقال - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم في سياق حجة الوداع: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله تعالى» (٥). وفي الصحيح: «أنه قيل لعبد الله بن أبي أوفى: هل وصى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشيء؟ قال: لا، قيل: فلم، وقد كتب الوصية على الناس؟


(١) مجموع الفتاوى (١٠/ ٣٧٦ - ٣٧٧).
(٢) الأنعام الآية (١٥٣).
(٣) الأعراف الآية (٣).
(٤) سيأتي تخريجه قريبا.
(٥) أخرجه مسلم: (٢/ ٨٩٠/١٢١٨) وأبو داود (٢/ ٤٦٢/١٩٠٥) وابن ماجه (٢/ ١٠٢٥/٣٠٧٤) كلهم من حديث جابر الطويل في حجة الوداع بلفظ " ... وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون؟ ... ".

<<  <  ج: ص:  >  >>