للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ} (١) وقوله: {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا} (٢) وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر» (٣).اهـ (٤)

[موقفه من القدرية:]

لقد أجاد شيخ الإسلام القول في بيان اعتقاد الفرقة الناجية في مسائل القدر ضمن العقيدة الواسطية.

- قال رحمه الله: وتؤمن الفرقة الناجية، أهل السنة والجماعة بالقدر خيره وشره، والإيمان بالقدر على درجتين كل درجة تتضمن شيئين:

فالدرجة الأولى: الإيمان بأن الله تعالى علم ما الخلق عاملون بعلمه القديم، الذي هو موصوف به أزلا، وعلم جميع أحوالهم من الطاعات والمعاصي والأرزاق والآجال. ثم كتب الله في اللوح المحفوظ مقادير الخلق: فأول ما خلق الله القلم، قال له: أكتب. قال: ما أكتب؟ قال: أكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة (٥). فما أصاب الإنسان لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم


(١) الحجرات الآية (١١).
(٢) السجدة الآية (١٨).
(٣) تقدم تخريجه في مواقف أبي وائل شقيق بن سلمة سنة (٨٢هـ).
(٤) مجموع الفتاوى (٧/ ٣٥٣ - ٣٥٥).
(٥) أحمد (٥/ ٣١٧) من طريق ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن الوليد بن عبادة بن الصامت عن أبيه فذكره. قال الشيخ الألباني رحمه الله في 'ظلال الجنة' (١/ ٤٨): "وإسناده لا بأس به في الشواهد رجاله ثقات غير ابن لهيعة وهو سيئ الحفظ لكنه يتقوى بما قبله وما بعده" -يعني من كتاب 'السنة' لابن أبي عاصم-. وأخرجه أبو داود (٥/ ٧٦/٤٧٠٠) من طريق إبراهيم بن أبي عبلة عن أبي حفصة قال: قال عبادة بن الصامت لابنه. فذكره. والترمذي (٤/ ٣٩٨/٢١٥٥) وقال: "وهذا حديث غريب من هذا الوجه". وفيه قصة طويلة. وأخرجه أيضا في (٥/ ٣٩٤ - ٣٩٥/ ٣٣١٩) وقال: "هذا حديث حسن صحيح".

<<  <  ج: ص:  >  >>