للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{اليوم أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} (١) فإذا ترك شيئاً من الكمال فهو ناقص).

وكل هذه الألفاظ التي ذكرناها في الصحيحين، أو أحدهما. (٢)

والمراد بالخير في حديث أنس الإيمان، فإنه هو الذي يخرج به من النار. وكل هذه النصوص صحيحة صريحة لا تحتمل التأويل في أن نفس الإيمان القائم بالقلب يقبل الزيادة والنقصان، وبعضهم أرجح من بعض.

وقال البخاري في صحيحه: قال ابن أبي مليكة: "أدركت ثلاثين من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - كلهم يخاف النفاق على نفسه، ما منهم من أحد يقول: إنه على إيمان جبريل وميكائيل". (٣)

وقال البخاري أيضاً: (باب الصلاة من الإيمان وقوله عز وجل: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} (٤) يعني صلاتكم عند البيت) ثم ذكر حديث تحويل القبلة. (٥)

وأقدم من روي عنه زيادة الإيمان ونقصانه من الصحابة: عمير بن


(١) المائدة الآية (٣).
(٢) أحمد (٣/ ١١٦) والبخاري (١/ ١٣٨ - ١٣٩/ ٤٤) وله أطراف، ومسلم (١/ ١٨٢/١٩٣ [٣٢٥]) والترمذي (٤/ ٦١٣/٢٥٩٣) وابن ماجه (٢/ ١٤٤٢ - ١٤٤٣/ ٤٣١٢).
(٣) تقدم تخريجه ضمن مواقفه سنة (١١٧هـ).
(٤) البقرة الآية (١٤٣).
(٥) أخرجه من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه: أحمد (٤/ ٣٠٤) والبخاري (١/ ١٢٨/٤٠) ومسلم (١/ ٣٧٤/٥٢٥) والترمذي (٢/ ١٦٩ - ١٧٠/ ٣٤٠) وقال: "حديث البراء حديث حسن صحيح". والنسائي (١/ ٢٦٢ - ٢٦٣/ ٤٨٧و٤٨٨) وابن ماجه (١/ ٣٢٢ - ٣٢٣/ ١٠١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>