للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويكفي أن ما يتكلم به من علمه لو قدر أن البحر يمده من بعده سبعة أبحر مداد وأشجار الأرض كلها من أول الدهر إلى آخره أقلام يكتب به ما يتكلم به مما يعلمه لنفدت البحار وفنيت الأقلام ولم تنفد كلماته. فنسبة علوم الخلائق إلى علمه سبحانه كنسبة قدرتهم إلى قدرته، وغناهم إلى غناه، وحكمتهم إلى حكمته. وإذا كان أعلم الخلق على الإطلاق يقول: «لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك». (١)

ويقول في دعاء الاستخارة: «فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب» (٢). ويقول سبحانه للملائكة: {إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (٣٠)} (٣).

ويقول سبحانه لأعلم الأمم وهم أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (٢١٦)} (٤). ويقول لأهل الكتاب: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} (٥). وتقول رسله


(١) أحمد (٦/ ٥٨،٢٠١) ومسلم (١/ ٣٥٢/٤٨٦) وأبو داود (١/ ٥٤٧/٨٧٩) والترمذي (٥/ ٥٢٤/٣٥٦٦) والنسائي (٢/ ٥٥٨/١٠٩٩) وابن ماجه (٢/ ١٢٦٢ - ١٢٦٣/ ٣٨٤١) كلهم أخرجه من حديث عائشة.
(٢) أخرجه من حديث جابر بن عبد الله: أحمد (٣/ ٣٤٤) والبخاري (١١/ ٢١٨ - ٢١٩/ ٦٣٨٢) وأبو داود (٢/ ١٨٧ - ١٨٨/ ١٥٣٨) والترمذي (٢/ ٣٤٥ - ٣٤٦/ ٤٨٠) والنسائي (٦/ ٣٨٨ - ٣٨٩/ ٣٢٥٣) وابن ماجه (١/ ٤٤٠/١٣٨٣).
(٣) البقرة الآية (٣٠).
(٤) البقرة الآية (٢١٦).
(٥) الإسراء الآية (٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>