للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنكر تكليفا إذ العبد عنده ... إله وعبد فهو إنكار حائر

وخطأ إلا من يرى الخلق صورة ... وهوية لله عند التناظر

وقال تجلى الحق في كل صورة ... تجلى عليها فهي إحدى المظاهر

وأنكر أن الله يغني عن الورى ... ويغنون عنه لاستواء المقادر

كما ظل في التهليل يهزا بنفيه ... وإثباته مستجملا للمغاير

وقال الذي ينفيه عين الذي ... أتى به مثبتا لا غير عند التجاور

فأفسد معنى ما به الناس أسلموا ... وألغاه إلغا بينات التهاتر

فسبحان رب العرش عما يقوله ... أعاديه من أمثال هذي الكبائر

فقال عذاب الله عذب وربنا ... ينعم في نيرانه كل فاجر

وقال بأن الله لم يعص في الورى ... فما ثم محتاج لعاف وغافر

وقال مراد الله وفق لأمره ... فما كافر إلا مطيع الأوامر

وكل امرئ عند المهيمن مرتضى ... سعيد فما عاص لديه بخاسر

وقال يموت الكافرون جميعهم ... وقد آمنوا غير المفاجا المبادر

وما خص بالإيمان فرعون وحده ... لدى موته بل عم كل الكوافر

فكذبه يا هذا تكن خير مؤمن ... وإلا فصدقه تكن شر كافر

وأثنى على من لم يجب نوحا إذ دعا ... إلى ترك ود أو سواع وناسر

وسمى جهولا من يطاوع أمره ... على تركها قول الكفور المجاهر

ولم ير بالطوفان إغراق قومه ... ورد على من قال رد المناكر

وقال بلى قد أغرقوا في معارف ... من العلم والباري لهم خير ناصر

كما قال فازت عاد بالقرب واللقا ... من الله في الدنيا وفي اليوم الآخر

<<  <  ج: ص:  >  >>