للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما كنت بدعا في الذي قد قلته ... يا لائمي فدع الغواية ترشد

وإذا أبيت وكنت لا تدري فقم ... عن مجلس العلما وقف بالمربد

فلأجهرن بما علمت فإن أعش ... أنصح وإن أقضي فغير مخلد

هذا وما اخترت العتيق لحيرتي ... في الغامضات، ولا لفرط تبلد

فأنا الذي أفنيت شرخ شبيبتي ... في بحث كل محقق ومجود

والافتخار مذمة مني فسل ... عني المشايخ فالمشايخ شهدي

وإذا أتتك مذمتي من ناقص ... فافهم فتلك كناية عن سؤددي

وإذا شككت بأن تلك فضيلة ... فاستقر -ويحك- وصف كل محسد

فلحسدي ما في الضمائر منهم ... أبدا ولي ما هم عليه حسدي (١)

- وقال في 'الروض الباسم':

فإذا عرفت هذا تبين لك أن المحدثين هم الذين اختصوا بالذب عن السنن النبوية والمعارف الأثرية، وحموا حماها من أكاذيب الحشوية، وصنفوا كتب الموضوعات، وناقشوا في دقائق الأوهام حفاظ الثقات، وعملوا في ذلك أعمالا عظيمة، وقطعوا فيها أعمارا طويلة، وقسموا الكلام فيه في أربعة فنون:

أحدها: معرفة العلل.

وثانيها: معرفة الرجال.

وثالثها: معرفة علوم الحديث.


(١) العواصم والقواصم (١/ ٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>