للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأقبح من كل ابتداع سمعته ... وأنكاه للقلب الموفق للرشد

مذاهب من رام الخلاف لبعضها ... يعض بأنياب الأساود والأسد

يصب عليه سوط ذم وغيبة ... ويجفوه من قد كان يهواه عن عمد

ويعزى إليه كل ما لا يقوله ... لتنقيصه عند التهامي والنجدي

فيرميه أهل النصب بالرفض فرية ... ويرميه أهل الرفض بالنصب والجحد

وليس له ذنب سوى أنه غدا ... يتابع قول الله في الحل والعقد

ويتبع أقوال الرسول محمد ... وهل غيره بالله في الناس من يهدي

وإن عده الجهال ذنبا فحبذا ... به حبذا يوم انفرادي في لحدي

علام جعلتم أيها الناس ديننا ... لأربعة لاشك في فضلهم عندي؟

هم علماء الدين شرقا ومغربا ... ونور عيون الفضل والحق والزهد

ولكنهم كالناس ليس كلامهم ... دليلا ولا تقليدهم في غد يجدي

ولا زعموا -حاشاهم- أن قولهم ... دليل فيستهدي به كل مستهدي

بلى صرحوا أنا نقابل قولهم ... إذا خالف المنصوص بالقدح والرد

سلامي على أهل الحديث فإنني ... نشأت على حب الأحاديث من مهدي

هم بذلوا في حفظ سنة أحمد ... وتنقيحها من جهدهم غاية الجهد

وأعني بهم أسلاف أمة أحمد ... أولئك في بيت القصيد هم قصدي

أولئك أمثال البخاري ومسلم ... وأحمد أهل الجهد في العلم والجد

بحور وحاشاهم عن الجزر إنما ... لهم مدد يأتي من الله بالمد

رووا وارتووا من علم سنة أحمد ... وليس لهم تلك المذاهب من ورد

كفاهم كتاب الله والسنة التي ... كفت قبلهم صحب الرسول ذوي الرشد

<<  <  ج: ص:  >  >>