للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لموسى؟ والرؤية لمحمد - صلى الله عليه وسلم -؟ (١)

- وقيل لابن عباس: بماذا عرفت ربك؟ فقال: من طلب دينه بالقياس، لم يزل دهره في التباس، خارجا عن المنهاج، ظاعنا في الاعوجاج، عرفته بما عرف به نفسه، ووصفته بما وصف به نفسه. (٢)

[موقفه من الخوارج:]

مناظرته لهم:

عن أبي زميل سماك الحنفي عن ابن عباس قال: لما اجتمعت الحرورية يخرجون على علي قال: جعل يأتيه الرجل يقول يا أمير المؤمنين، القوم خارجون عليك، قال: دعهم حتى يخرجوا، فلما كان ذات يوم قلت: يا أمير المؤمنين أبرد بالصلاة، فلا تفتني حتى آتي القوم. قال: فدخلت عليهم وهم قائلون، فإذا هم مسهمة وجوههم من السهر قد أثر السجود في جباههم، كأن أيديهم ثفن الإبل، عليهم قمص مرحضة (٣). فقالوا: ما جاء بك يا ابن عباس، وما هذه الحلة عليك؟ قال: قلت: ما تعيبون من هذه، فلقد رأيت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحسن ما يكون من ثياب اليمنية. قال: ثم قرأت هذه الآية {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ} (٤) فقالوا: ما جاء بك؟ قلت: جئتكم من عند أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وليس


(١) أصول الاعتقاد (٣/ ٥٥٠ - ٥٥١/ ٨٦١) والشريعة (٢/ ٨٧ - ٨٨/ ٧٣٠).
(٢) الفتاوى (٢/ ١٨).
(٣) أي مغسولة. النهاية في غريب الحديث (٢/ ٢٠٨).
(٤) الأعراف الآية (٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>