للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويخونون ولا يؤتمنون، وينذرون ولا يوفون، ويظهر فيهم السمن» (١) رواه البخاري ومسلم.

ومنها حديث الأسلمي قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يذهب الصالحون الأول فالأول، ويبقى حفالة كحفالة الشعير أو التمر لا يباليهم الله بالة» (٢) رواه البخاري. (٣)

ثم ذكر طائفة من الأحاديث والآثار إلى أن قال: وقد علم بما نقل من الأحاديث والآثار أن غربة الإسلام ليس معناها أنه يقل أهل الإسلام، دل عليه ما في حديث ثوبان المتقدم من قوله - صلى الله عليه وسلم -: «بل أنتم يومئذ كثير» (٤) بل معناها أن الصالحين من أهل الإسلام يذهبون الأول فالأول، وتبقى حفالة كحفالة الشعير وغثاء كغثاء السيل، وأن سنن الإسلام وشعبها وشرائعها من الصلاة والصيام والنسك والصدقة وغيرها تذهب وقتا فوقتا حتى لا يبقى إلا قول لا إله إلا الله (٥)، فإذا بعث الله ريحا طيبة توفى كل من كان في قلبه مثقال حبة من


(١) أحمد (٤/ ٤٢٧و٤٣٦) والبخاري (٥/ ٣٢٤/٢٦٥١) ومسلم (٤/ ١٩٦٤ - ١٩٦٥/ ٢٥٣٥) وأبو داود (٥/ ٤٤/٤٦٥٧) والترمذي (٤/ ٤٣٤/٢٢٢٢) والنسائي (٧/ ٢٣ - ٢٤/ ٣٨١٨) من طرق عن عمران بن حصين رضي الله عنه.
(٢) أحمد (٤/ ١٩٣) والبخاري (١١/ ٣٠٢/٦٤٣٤).
(٣) صيانة الإنسان (٣٢٢).
(٤) وهو قوله عليه الصلاة والسلام: «يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير، ولكن غثاء كغثاء السيل» الحديث. أخرجه: أحمد (٥/ ٢٧٨) وأبو داود (٤/ ٤٨٣/٤٢٩٧) وصححه الشيخ الألباني في الصحيحة (٢/ ٦٤٧/٩٥٨).
(٥) يشير رحمه الله إلى قوله عليه الصلاة والسلام من حديث حذيفة بن اليمان: «يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب، حتى لا يدرى ما صيام ولا صلاة ولا نسك ولا صدقة وليسرى على كتاب الله عزوجل في ليلة، فلا يبقى في الأرض منه آية ... » الحديث. أخرجه: ابن ماجه (٢/ ١٣٤٤/٤٠٤٩) والحاكم (٤/ ٤٧٣و٥٤٥) وقال: "صحيح على شرط مسلم" ووافقه الذهبي. وقال البوصيري في الزوائد: "إسناده صحيح رجاله ثقات".

<<  <  ج: ص:  >  >>