للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واستحقاقه لعقوبة الله، بحسب ما ضيعه من الإيمان.

ويرتبون على هذا الأصل: أن كبائر الذنوب وصغارها، لا تصل بصاحبها إلى الكفر، ولكنها تنقص الإيمان، من غير أن تخرجه من دائرة الإسلام، ولا يخلد صاحبها في النار، ولا يطلقون عليه اسم الكفر، كما تقوله الخوارج، أو ينفون عنه الإيمان، كما تقوله المعتزلة، بل يقولون: هو مؤمن بإيمانه، فاسق بكبيرته. فمعه مطلق الإيمان. أما الإيمان المطلق فينفى عنه.

وهذه الأصول إذا عرفت وجهها، يحصل بها الإيمان بجميع نصوص الكتاب والسنة. (١)

[موقفه من القدرية:]

- جاء في الفتاوى السعدية: المسألة السابعة والعشرون «اعملوا فكل ميسر لما خلق له»: لما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - بأن قضاء الله وقدره سابق للأعمال والحوادث، وقال بعض الصحابة: ففيم العمل يا رسول الله؟ أجابه بكلمة جامعة مزيلة للإشكال، موضحة لحكمة الله في قضائه وقدره، فقال: «اعملوا، فكل ميسر لما خلق له» (٢).

وذلك شامل لأعمال الخير والشر، وللآجال والأعمار والأرزاق وغيرها. فإن الله بحكمته قد جعل مطالب ومقاصد، وجعل لها طرقا وأسبابا، فمن سلك طرقها وأسبابها التامة يسر لها، ومن ترك السبب، أو فعله على


(١) الفتاوى السعدية (١٤ - ١٥).
(٢) أخرجه من حديث علي: أحمد (١/ ٨٢،١٢٩) والبخاري (٨/ ٩١٩/٤٩٤٩) ومسلم (٤/ ٢٠٣٩ - ٢٠٤٠/ ٢٦٤٧) وأبو داود (٥/ ٦٨ - ٦٩/ ٤٦٩٤) والترمذي (٤/ ٣٨٨/٢١٣٦) وابن ماجه (١/ ٣٠ - ٣١/ ٧٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>