للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ها هم اليوم أفراخ الجهمية يتخذون لأنفسهم رؤوسا، ليسلكوا تلك الطريق، التي عجز عن سلوكها أربابهم، لعلهم ينجحون في المهمة المستحيلة، ويا ليتهم يعودون عن غيهم إلى الرشد، ويدركون تلك الحقيقة .. حقيقة الوعد.

نعم، حقيقة الوعد من الله بحفظ هذا الدين، فلينظروا كيف قيض الله عبر العصور، وعلى امتداد الزمان لهذا الدين، من ينافح عنه، ويذب كل دخيل، جاعلا من نفسه سياجا يقي صفاءه من الكدر، ويحمي سماحته من شياطين الجن والبشر، كيلا يحولوا بساطته إلى رمز خفي، تنقطع دون فهمه أعناق المطي.

لقد اتخذ بعضهم شيخا لهم الذي قال مدعيا كما قال غيره:

اثنان من يعذلني فيهما ... فهو على التحقيق مني بري

حب أبي بكر إمام الهدى ... ثم اعتقادي مذهب الأشعري

قلت: هذا زعم منك، وإني لأقول لك:

بل أنت لا تصدق يا عبدري ... ها جئت بالمذموم والمنكر

إن كنت بالتعطيل له تابعا ... قد عاد عن تعطيله الأشعري

أو كنت في شك وفي ريبة ... فانظر لهذا "كذب المفتري"

قد صور التاريخ عارا، بدى ... في صورة من صور الأعصر

مثل المريسي وجهم نرى ... فيك وفي سيدك الكوثري

لقد غفل الإمبراطور وعصابته، عن أن صفات الله لا تقاس بصفات المخلوقين، ولم يدركوا ما لعلوه سبحانه فوق خلقه، من آيات العظمة التي لا

<<  <  ج: ص:  >  >>