للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مضت السنة، فحسبك به. قال علي: وهو عندي أجل التابعين. وعن مالك عن يحيى بن سعيد، قال: سئل سعيد بن المسيب عن آية، فقال سعيد: لا أقول في القرآن شيئا. قال الذهبي: ولهذا قل ما نقل عنه في التفسير. ومن كلام ابن المسيب قال: لا تملؤوا أعينكم من أعوان الظلمة إلا بإنكار من قلوبكم؛ لكيلا تحبط أعمالكم. توفي رحمه الله سنة أربع وتسعين.

[موقفه من المبتدعة:]

- روى الدارمي: عن أبي رباح شيخ من آل عمر قال: رأى سعيد بن المسيب رجلا يصلي بعد العصر الركعتين يكثر، فقال له: يا أبا محمد أيعذبني الله على الصلاة؟ قال: لا ولكن يعذبك الله بخلاف السنة. (١)

" التعليق:

قال الشيخ الألباني رحمه الله: وهذا من بدائع أجوبة سعيد بن المسيب رحمه الله تعالى، وهو سلاح قوي على المبتدعة الذين يستحسنون كثيرا من البدع باسم أنها ذكر وصلاة، ثم ينكرون على أهل السنة إنكار ذلك عليهم، ويتهمونهم بأنهم ينكرون الذكر والصلاة!! وهو في الحقيقة إنما ينكرون خلافهم للسنة في الذكر والصلاة ونحو ذلك. (٢)

- وروى عن عبد الرحمن بن حرملة قال: جاء رجل إلى سعيد بن المسيب، يودعه بحج أوعمرة فقال له: لا تبرح حتى تصلي: فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يخرج بعد النداء من المسجد إلا منافق إلا رجل أخرجته حاجة وهو


(١) الدارمي (١/ ١١٦) والبيهقي (٢/ ٤٦٦) والفقيه والمتفقه (١/ ٣٨١) بنحوه.
(٢) الإرواء (٢/ ٢٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>