للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان السبب في اتفاق أهل الحديث؛ أنهم أخذوا الدين من الكتاب والسنة وطريق النقل، فأورثهم الاتفاق والائتلاف.

وأهل البدعة أخذوا الدين من المعقولات والآراء، فأورثهم الافتراق والاختلاف؛ فإن النقل والرواية من الثقات والمتقنين قلما يختلف، وإن اختلف في لفظ أو كلمة فذلك اختلاف لا يضر الدين ولا يقدح فيه.

وأما دلائل العقل فقلما تتفق؛ بل عقل كل واحد يري صاحبه غير ما يرى الآخر، وهذا بين والحمد لله .. ". (١)

[٤ - تميز الأئمة الأعلام بشمولية مواقفهم من كل الفرق]

إن المتأمل فيما أوردناه في موسوعتنا هذه من المأثور عن الأئمة الأعلام المشهورين بين المسلمين عامهم وخاصهم، يجد أن مواقفهم قد تنوعت، والأقوال المأثورة عنهم تعددت، في تقرير العقيدة السلفية وإبطال العقائد الخلفية، على اختلاف مشاربها وتنوع مضاربها، وتميزت مواقفهم بالشمولية من الفرق كلها إلا النادر القليل منهم، لم تسلم فرقة من نقدهم نصحاً للمسلمين، وانتصاراً لسنة سيد المرسلين.


(١) الحجة في بيان المحجة (٢/ ٢٢٢ - ٢٣٣)، وقد أورده ابن القيم في الصواعق (المختصر ص. ٥٧٠ - ٥٧٦)، وأورد معظمه السيوطي في صون المنطق (١٦٥ - ١٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>