للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سلمة قال: لما جئت العراق جاءني أهل العراق فقالوا: حدثنا عن ربيعة الرأي، قال: فقلت: يا أهل العراق، تقولون ربيعة الرأي والله ما رأيت أحدا أحفظ لسنة منه. قال مالك بن أنس: ذهبت حلاوة الفقه منذ مات ربيعة بن أبي عبد الرحمن. عن ابن عيينة قال: بكى ربيعة يوما فقيل: ما يبكيك؟ قال: رياء حاضر وشهوة خفية والناس عند علمائهم كصبيان في حجور أمهاتهم، إن أمروهم ائتمروا، وإن نهوهم انتهوا. وقال: العلم وسيلة كل فضيلة. توفي سنة ست وثلاثين ومائة.

[موقفه من المبتدعة:]

عن ابن وهب قال: حدثني مالك، قال: أخبرني رجل أنه دخل على ربيعة فقال: ما يبكيك؟ وارتاع لبكائه، فقال له: أدخلت عليك مصيبة؟ فقال: لا، ولكن استفتي من لا علم له، وظهر في الإسلام أمر عظيم. (١)

" التعليق:

قال أبو بكر الخطيب: ينبغي لإمام المسلمين أن يتصفح أحوال المفتين، فمن كان يصلح للفتوى أقره عليها، ومن لم يكن من أهلها منعه منها، وتقدم إليه بأن لا يتعرض لها وأوعده بالعقوبة، إن لم ينته عنها. وقد كان الخلفاء من بني أمية ينصبون للفتوى بمكة في أيام الموسم قوما يعينونهم، ويأمرون بأن لا يستفتى غيرهم.


(١) الفقيه والمتفقه (٢/ ٣٢٤) والمعرفة والتاريخ (١/ ٦٧٠) وجامع بيان العلم وفضله (٢/ ١٢٢٥/٢٤١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>