للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[موقفه من الجهمية:]

عن سفيان بن عيينة قال: سئل ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن قوله: {الرَّحْمَنُ على الْعَرْشِ استوى} (١) قال: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، ومن الله الرسالة، وعلى الرسول البلاغ، وعلينا التصديق. (٢)

[موقفه من القدرية:]

جاء في سير أعلام النبلاء قال أبو ضمرة: وقف ربيعة على قوم يتذاكرون القدر فقال ما معناه: إن كنتم صادقين فلما في أيديكم أعظم مما في يدي ربكم إن كان الخير والشر بأيديكم. (٣)

- وجاء في أصول الاعتقاد: قال غيلان لربيعة: يا أبا عثمان أيرضى الله عز وجل أن يعصى؟ قال له ربيعة: أفيعصى قسرا؟ (٤)

قال شيخ الإسلام معلقا عليه: فكأنما ألقَمَهُ حجرا؛ فإن قوله: يحب أن يعصى لفظ فيه إجمال، وقد لا يتأتى في المناظرة تفسير المجملات خوفا من لدد الخصم فيؤتى بالواضحات، فقال: أفتراه يعصى قسرا؟ فإن هذا إلزام له بالعجز الذي هو لازم للقدرية، ولمن هو شر منهم من الدهرية الفلاسفة


(١) طه الآية (٥).
(٢) أصول الاعتقاد (٣/ ٤٤١ - ٤٤٢/ ٦٦٥) وتاريخ الثقات للعجلي (١٥٨) والسير (٦/ ٩٠) ودرء التعارض (٦/ ٢٦٤).
(٣) السير (٦/ ٩٠) والإبانة (٢/ ١٠/٢٥٩/ ١٨٧١).
(٤) أصول الاعتقاد (٤/ ٧٦٠/١٢٦٥) والإبانة (٢/ ١٠/٢٥٩ - ٢٦٠/ ١٨٧٢) وفتح البر (٢/ ٢٧٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>