للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محمد - صلى الله عليه وسلم -، إنهم يذكرون النبي - صلى الله عليه وسلم - وأهل بيته، فيتصيدون بهذا الذكر الحسن عند الجهال من الناس، فيقذفون بهم في المهالك، فما أشبههم بمن يسقي الصبر باسم العسل، ومن يسقي السم القاتل باسم الترياق، فأبصرهم، فإنك إن لا تكن أصبحت في بحر الماء، فقد أصبحت في بحر الأهواء الذي هو أعمق غورا، وأشد اضطرابا، وأكثر صواعق، وأبعد مذهبا من البحر وما فيه، فتلك مطيتك التي تقطع بها سفر الضلال: اتباع السنة. (١)

[موقفه من الجهمية:]

عن مقاتل: بلغنا والله أعلم في قوله -عز وجل-: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ} (٢) الأول قبل كل شيء، والآخر بعد كل شيء، والظاهر فوق كل شيء، والباطن أقرب من كل شيء، وإنما يعني القرب بعلمه وقدرته وهو فوق عرشه وهو بكل شيء عليم، وبهذا الإسناد عنه في قوله تعالى: {إِلًّا هُوَ مَعَهُمْ} (٣) يقول بعلمه وذلك قوله: {إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (٤) فيعلم نجواهم، ويسمع كلامهم ثم ينبئهم يوم القيامة بكل شيء، وهو فوق عرشه وعلمه معهم. (٥)


(١) الاعتصام (١/ ١١٥).
(٢) الحديد الآية (٣).
(٣) المجادلة الآية (٧).
(٤) المجادلة الآية (٧).
(٥) اجتماع الجيوش الإسلامية (١١٩ - ١٢٠) وأصول الاعتقاد (٣/ ٤٤٤/٦٧٠) بلفظ مختصر.

<<  <  ج: ص:  >  >>