للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

متواليات من غير عذر فقد نبذ الإسلام من وراء ظهره. (١)

وحدثني الزهري عن أبي هريرة أنه من ترك الجمعة ثلاثا من غير عذر طبع الله على قلبه. (٢)

وقد خاطرت بنفسك من هذين الحديثين عظيما فاتهم رأيك فإنه شر ما أخذت به، وارض بأسلافك إيمانا. وقد كنت في ثلاث سنوات مررن -والمساجد والديار تحرق والدماء تسفك والأموال تنتهب- مع أبيك لا تخالفه في ترك جمعة ولا حضور صلاة مسجد، ولا ترغب عنه حتى مضى لسبيله، وأنت ترى أنك بوجه هذا الحديث: "كن حلس بيتك" (٣) ومثله من الأحاديث أعلم بها من أبيك وممن أدرك من أهل العلم، فأعيذك بالله وأنشدك به أن تعتصم برأيك شاذا به دون أبيك وأهل العلم قبله، وأن تكون لأصحاب الأهواء قوة وللسفهاء في تركهم الجمعة فتنة يحتجون بك


(١) أخرجه مرفوعا ابن الحمامي الصوفي في منتخب من مسموعاته، كما في الضعيفة (٢/ ١١٢/٦٥٧) وإسناده ضعيف. فيه شريك القاضي ضعفوه لسوء حفظه. وأخرجه موقوفا بهذا اللفظ ابن عبد البر في التمهيد (فتح البر ٥/ ٢٠٨) وأخرجه: عبد الرزاق في مصنفه (٣/ ١٦٦/٥١٦٩)، أبو يعلى في مسنده (٥/ ١٠٢/٢٧١٢) موقوفا بلفظ: من ترك الجمعة ثلاث جمع متواليات، فقد نبذ ... الخ. ذكره الهيثمي في المجمع (٢/ ١٩٣) وقال: رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح وصحح إسناده الحافظ المنذري في الترغيب (١/ ٤٥٣/٧٣٣).
(٢) لم أجده بهذا اللفظ، وأخرجه مرفوعا بلفظ: "ألا هل عسى أحدكم أن يتخذ الصبة من الغنم ... ثم تجيء الجمعة فلا يجيء ولا يشهدها، وتجيء الجمعة فلا يشهدها، وتجيء الجمعة فلا يشهدها حتى يطبع على قلبه". أخرجه: ابن ماجه (١/ ٣٥٧/١١٢٧) وابن خزيمة (٣/ ١٧٧/١٨٥٩) والحاكم (١/ ٢٩٢) وقال: "صحيح على شرط مسلم وسكت عنه الذهبي". قال البوصيري في الزوائد: "إسناد ضعيف لضعف معدي بن سليمان". وحسن إسناده الحافظ المنذري في الترغيب. انظر صحيح الترغيب والترهيب (١/ ٤٥٢/٧٣١).
(٣) أحمد (٤/ ٤٠٨) وأبو داود (٤/ ٤٥٩ - ٤٦٠/ ٤٢٦٢) والترمذي (٤/ ٤٢٥/٢٢٠٤) بلفظ: "والزموا فيها أجواف بيوتكم" وقال: "هذا حديث حسن غريب صحيح". والحاكم (٤/ ٤٤٠) وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد وسكت عنه الذهبي". كلهم من حديث أبي موسى.

<<  <  ج: ص:  >  >>