للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بعده.

ومنهم من لم يأبه به، ولم يمثل له أي شيء، أو يعني له أي معنى، وما كأنه نزل بساحته.

وصنف آخر التفوا عليه، واحتالوا وسارعوا إلى إخفائه، بنتفه، أو صبغه بالسواد، أو تغيير لونه الحقيقي، ضجرًا به، وكرهاً له، أو تشاؤما منه، خصوصاً أنه إذا حلَّ تتابع.

والمرء وإن أخفاه بطريقة أو أخرى، فإن الواقع والحقيقة لا يمكن إخفاؤهما.

أما البستي - رحمه الله – فقد قطع الطريق على حيل النفوس والأعذار خصوصاً في هذا السن، فقال:

ويا أخَا الشيب لو ناصحتَ نفسَك لم ... يكن لمثلكَ في الإسراف إمعانُ

هب الشبيبة تُبدى عذر صاحبها ... ما عذر أشيب يستهويه شيطان

وهذا شاعر قد صدق في وصف أثر الشيب على المسلم، فقال [بتصرف يسير)

عُلقتَ يا كعبُ بعد الشيب فانيةً ... والشيب فيه عن الأهواء مزدجرُ

فإن لم يكن الشيب زاجرًا عن الأهواء، فلم يكن حينئذ نذيرًا ..

ولقد بوب مسلم في صحيحه على حكم الصبغ والخضاب

<<  <   >  >>