للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعندما أساءوا استقبال نعم ربهم عليهم، وقابلوها بالجحود والطغيان واحدة تلو أخرى، كان العقاب الأليم من الله عز وجل، والذي وصل مداه بأن جعل منهم قردة وخنازير: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ} [المائدة/١٣].

ومن أوفى بعهده من الله:

يقص علينا القرآن قصصا لناس كانوا يعيشون في رغد من العيش، فلم يستقبلوا تلك النعم بالعبودية المطلوبة، والإذعان لله عز وجل، فسلبها الله منهم وأذاقهم العذاب: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} [النحل/١١٢].

وفي المقابل، كم من أناس كانوا في جاهلية وتفرق وتشرذم، فغيروا ما بأنفسهم وأصبحوا عبيدا لله عز وجل، فكان الوفاء الكريم والسريع منه سبحانه وتعالى لهم فغير ما بهم من بؤس وضياع، وأعطاهم مفاتيح الأرض ليكونوا سادتها، وذلك في سنوات معدودة ... وما نموذج جيل الصحابة منا ببعيد.

[نظرة على الواقع]

فإذا ما أسقطنا هذه القاعدة على الواقع الذي تحياه أمتنا الآن نجد أن ما يحدث لنا من ذل وهوان وبؤس وعذاب لم يأت من فراغ، بل بسبب ما اقترفته أيدينا، فبأفعالنا استدعينا غضب الله علينا .. أم نعطل شريعته ونتحاكم إلى غيره؟

ألم نُنح كتابه ودستوره الخالد ونستبدله بقوانين وضعية تحلل الحرام وتحرم الحلال؟

ماذا نقول في البنوك التي تتعامل بالربا؟

وماذا نقول في الخمور التي تباع جهارا نهارا في كثير من بلدان المسلمين؟

وماذا نقول في سفور النساء واختلاطهن بالرجال؟

وماذا ... وماذا؟

<<  <   >  >>