للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رابعًا: شحذ همم الأفراد:

لشحذ الهمم دور كبير في المسارعة لفعل الخيرات، لذلك كان على المربي أن يُذّكر من معه دوما بالوظيفة التي خُلقنا لها، وبالهدف الذي نسعى لتحقيقه، وبالجزاء الذي ينتظرنا، فكل ذلك من شأنه أن يستثير الهمم ويُقوي العزائم، ويدفع الجميع للتسابق لفعل الخير، كما كان يفعل صلى الله عليه وسلم، فعن أسامة بن زيد رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ألا هل من مشمر للجنة، فإن الجنة لا خطر لها، هي ورب الكعبة نور يتلألأ، وريحانة تهتز، وقصر مشيد، ونهر مطرد، وثمرة نضيجة، وزوجة حسناء جميلة، وحلل كثيرة، ومقام في أبد في دار سليمة، وفاكهة وخضرة وحبرة ونعمة في حلة عالية بهية " قالوا: نعم يا رسول الله نحن المشمرون لها، قال: قولوا: " إن شاء الله " قال القوم: إن شاء الله، ثم ذكر الجهاد في سبيل الله.

خامسًا: المحافظة على الأفراد:

وإبعادهم عما لا يستطيعون مواجهته أو تحمله، كما كان يفعل صلى الله عليه وسلم مع أصحابه، فهذا أبو ذر يطلب منه الإمارة فقال: " يا أبا ذر، إني أراك ضعيفا، وإني أُحب لم ما أُحب لنفسي، لا تتأمرن على اثنين، ولا تولَّين مال يتيم" (١).

فالمربي لا يُعرض من معه لفتنة لا يستطيعون تحملها ..

سادسًا: التذكير الدائم بحقيقة الدنيا:

ومن وظائف المربي التأكيد على الحقائق التي يؤكدها القرآن، ومن ذلك حقيقة الدنيا ومدى هوانها على الله، وأن قيمتها الحقيقة في كونها مزرعة للآخرة، ومن ثَمّ فلا مجال للتنافس على زينتها ..


(١) أخرجه مسلم (٣/ ١٤٥٧، رقم ١٨٢٦)

<<  <   >  >>