للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤٠ - الذهلي ُّ (٢٥٨هـ)

قال الحاكمُ: قرأتُ بخطِ أبي عمرو المستملي: سئلَ محمدُ بنُ يحيى عنْ حديثِ عبدِ الله بن معاوية عَنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «لِيَعْلَمِ العَبْدُ أنَّ اللهَ معهُ حيثُ كانَ» (١)، فقالَ: يريدُ أنَّ اللهَ عِلْمُهُ محيطٌ بكلِّ مكانٍ، واللهُ على العَرْشِ (٢).

٤١ - إسماعيل بن يحيى المزنيُّ (٢٦٤هـ)

قالَ محمَّدُ بنُ إسماعيل الترمذي: سمعتُ المزنيَّ يقولُ: «لا يَصِحُّ لأحدٍ توحيدٌ حتىَّ يعلمَ أنَّ اللهَ تعالى على العَرْشِ بصفاتهِ. قلتُ لهُ: مثلُ أيِّ شيءٍ؟ قالَ: سَمِيعٌ بَصِيرٌ عَلِيمٌ» (٣).

وقَالَ رحمه الله فِي «شرحِ السنَّةِ»: «(عالٍ) عَلَى عرشهِ (فِي مجدهِ بذاتِهِ) ... عَالٍ عَلَى عَرْشِهِ، بَائِنٌ منْ خَلْقِهِ» (٤).

قال العلامةُ الألبانيُّ رحمه الله: «واعلمْ أنَّ لفظةَ (بائنٌ) كَثُرَ ورودُهَا فِي عقيدةِ السَّلفِ فِي قولهم: «هَوَ تَعَالى عَلَى عَرْشِهِ، بائِنٌ من خَلْقِهِ» وحكاها أبو زرعة وأبو حاتم الرّازيانِ عَنِ العلماءِ فِي جميعِ الأمصارِ، وإنَّما نطقَ العلماءُ بهاتَيْنِ اللفظَتَيْنِ: «بذاتهِ» و «بائنٌ» - بعدَ أنْ لم تكونَا معروفتينِ فِي عهدِ الصَّحابةِ رضي الله عنهم - لمَّا ابتدعَ الجهمُ (٥) وأتباعهُ القولَ بأنَّ الله فِي كلِّ مكانٍ، فاقتضت ضرورةُ البيانِ أنْ يتلفَّظَ هؤلاءِ الأئمَّةِ الأعلامِ بلفظِ «بائنٌ» دونَ أنْ ينكرهُ أحدٌ منهم» (٦).


(١) رواه الطبراني في «المعجم الصغير» (١/ ٣٣٤) (٥٥٥) بلفظ: «أَنْ يَعْلَمَ أنّ اللهَ عزَّ وجلَّ مَعَهُ حيثُ كَانَ»، وصححه الألباني في «السلسلة الصحيحة» (١٠٤٦).
(٢) العلو (ص١١٤٧)، وهو في «مختصر العلو» (ص٢٠١).
(٣) السير (١٢/ ٤٩٤).
(٤) شرح السنّة (ص٧٩ - ٨٠).
(٥) جَهْمُ بنُ صَفْوَانَ، قال عنه الذهبيُّ: الضَّالُّ المُبْتَدِعُ، رأسُ الجهمية هَلَكَ في زمان صغار التابعين، وما علمتُه روى شيئًا لكنه زَرَعَ شَرًّا عظيمًا.
(٦) مختصر العلو (ص١٧).

<<  <   >  >>