للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤٨ - ثَعْلَب إمامُ العربية (٢٩١هـ)

قَالَ الحافظُ أبو القاسمِ اللالكائيُّ فِي كتابِ «السنَّةِ»: وجدتُ بخطِّ الدارقطنيِّ عنْ إسحاقَ الكاذي قَالَ: سمعتُ أبا العبَّاسِ ثعلبَ يقولُ: «استوى: أقبلَ عَلَيهِ وإنْ لَمْ يكن معوَّجًا. {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} [البقرة: ٢٩] أقبلَ. و {اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [السجدة: ٤] عَلاَ. واستوى وجهه: اتَّصلَ. واستوى القمرُ: امتلأَ. واستوى زيدٌ وعمرو: تشابها فِي فعلهما وإنْ لَمْ تتشابه شخوصهما. هَذَا الَّذِي نعرفُ منْ كلامِ العرب» (١).

٤٩ - أبو مُسْلِمٍ الكجيُّ الحافظُ (٢٩٢هـ)

قال أبو مسلم الكجي: خرجتُ فإذا الحمامُ قد فُتحَ سَحَرًا، فقلتُ للحمامي: أدخلَ أحدٌ؟ قَالَ: لا، فدخلتُ، فساعةَ فتحتُ البابَ قَالَ لي قائلٌ: أبو مسلم! أسلمْ تسلمُ، ثمَّ أنشأ يقولُ:

لَكَ الحَمْدُ إمَّا عَلَى نِعْمَةٍ ... وإمَّا عَلَى نِقْمَةٍ تُدْفَعُ

تشاءُ فتفعل مَا شِئْتَهُ ... وتَسْمَعُ من حَيْثُ لا نَسْمَعُ

قالَ: فبادرتُ وخرجتُ وأنا جَزِعٌ، فقلتُ للحماميِّ: أليسَ زعمتَ أنَّهُ ليسَ في الحمَّامِ أحدٌ؟

قَالَ: ذاك جنيٌّ يترايا لنا فِي كلِّ حينٍ ينشدنا، فقلتُ: هلْ عندكَ منْ شعرهِ شيءٌ؟ قالَ: نعم وأنشدني:

أَيُّها المُذْنِبُ المُفَرِّطُ مَهْلًا ... كم تَمَادَى وَتَكْسِبُ الذَّنْبَ جَهْلًا

كَمْ وكَمْ تُسْخِطُ الجِلِيلَ ... بفعلٍ سَمْجٍ وهوَ يُحْسِنُ الصُنْعَ فِعْلًا

كيفَ تَهْدَا جُفُونُ مَنْ لَيْسَ يدري ... أَرَضِي عنهُ مَنْ عَلَى العَرْشِ أَمْ لاَ (٢)


(١) شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة (٣/ ٤٤٣).
(٢) العلو (ص١٢٠١)، وصحح إسناده الألباني في «مختصر العلو» (ص٢٢٢).

<<  <   >  >>