للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فنهى عن سب الآلهة الباطلة حتى لا يسب الإِله الحق.

٢ - وقال أيضاً: {وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ} [الأعراف: ١٦٣].

وذلك أن الله حرم عليهم الصيد يوم السبت، فأمنتهم الحيتان، وصارت تظهر لهم ذلك اليوم، فسدوا عليها فيه تذرعاً بالسد للصيد يوم الأحد، فعاقبهم الله على ذلك، وحكاه على معنى التحذير.

٣ - وفي " الصحيحين " عن عائشة؛ أن أم حبيبة وأم سلمة رضي الله عنهن ذَكَرَتَا لرسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كنيسة رأتاها بالحبشة فيها تصاوير، فقال: «إِنَّ أُولَئِكَ إِذَا كَانَ فِيهِمْ الرَّجُلُ الصَّالِحُ، فَمَاتَ؛ بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا، وَصَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّوَرَ، أُولَئِكَ شِرَارُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ» (٤٩).

٤ - وفيهما عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما، أنه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: «إنَّ الْحَلَالَ بَيِّنٌ، وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا أُمُورٌ مُشْتَبِهَاتٌ، لَا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ، فَمَنْ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ؛ فَقْد اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ، وَقَعَ فِي الْحَرَامِ؛ كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى، يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ ... » الحديث (٥٠).


(٤٩) أخرجه البخاري في (كتاب الصلاة، باب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية ويتخذ مكانها مساجد، ١/ ٥٢٣ - ٥٢٤/ ٤٢٧)، ومسلم في (كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب النهي عن بناء المساجد على القبور، ١/ ٣٧٥ - ٣٧٦/ ٥٢٨)، وزادا في آخره: " يوم القيامة ".
(٥٠) وتمامه: " أَلا وإِنَّ لكلّ مَلِكٍ حِمىً، أَلَا وإِنَّ حمى اللهِ محارمُه، ألا وإنَّ في الجسد مضغةً إذا صلحت صلح الجسدُ كلُّه، وإذا فسدت فسد الجسد كلُّه؛ ألا وهي القلب ".
أخرجه البخاري في (كتاب الإِيمان، باب فضل من استبرأ لدينه، ١/ ١٢٦/ ٥٢)، ومسلم في (كتاب المساقاة، باب أخذ الحلال وترك الشبهات) (٣/ ١٢١٩ - ١٢٢٠/ ١٥٩٩).

<<  <   >  >>