للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن الثاني: قال تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ} [الجمعة: ٦]، {وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ} [التحريم: ٤]، {ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ} [الأنعام: ٦٢] ".

وفي " تفسير الثعالبي ": " إذا لازم أحد أحداً بنصره ووده واهتباله؛ فهو وليه، هذا عرفه لغة " (١/ ٢٠٣).

• خلاصة معنى الولاية:

وإذا أجلت النظر فيما جلبناه؛ ألفيت مرجع الولاية إلى النصرة والعون في محبة وعطف، وإنما أطلنا فيما نقلنا من تفاصيل استعمالاتها؛ ليسهل عليك فهم تصرفات القرآن فيها، إثباتاً ونفياً، ومدحاً وذماً، وإفراداً وعطفاً.

• الولاية الدنيوية الناقصة:

فقد أثبتها تعالى بين الكفار والشياطين على معنى الذم لهم في آيات، منها:

في النساء: {فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ} [النساء: ٧٦].

وفي الأعراف: {إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ} [الأعراف: ٢٧]، {إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ} [الأعراف: ٣٠].

وفي الأنفال: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} [الأنفال: ٧٣].

وهذا الضرب من الولاية موالاة دنيوية غير خالصة ولا نافعة في الأخرى؛ لقوله تعالى في أهلها: {تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى} [الحشر: ١٤]، {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ} [الحشر: ١٦]، {يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا} [الدخان: ٤١].

<<  <   >  >>