للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ورواه أحمد بلفظ (٦١): " أُوتِيتُ مَفَاتِيحَ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا الْخَمْسَ (وذكر الآية) ".

والذي في " مسلم " هو قول عائشة رضي الله عنها: " ثَلَاثٌ مَنْ تَكَلَّمَ بِوَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللهِ الْفِرْيَةَ ... " إلى أن قالت في بيان الثالثة: " وَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يُخْبِرُ بِمَا يَكُونُ فِي غَدٍ، فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللهِ الْفِرْيَةَ، والله يقول: {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} {النمل: ٦٥، " (٦٢).


(٦١) ضعيف شاذ بهذا اللفظ: أخرجه أحمد (٧/ ٢٧٦/ ٥٥٧٩)، وعنه الطبراني في " المعجم الكبير " (١٢/ ٣٦٠ - ٣٦١/ ١٣٣٤٤)، وقال الهيثمي (٨/ ٢٦٣): " ورجال أحمد رجال الصحيح "، وصححه الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في " شرحه وتعليقه على المسند "!
قلتُ: لكنه بهذا اللفظ شاذ مخالفٌ للفظ الثابت في " الصحيح " المحفوظ عن ابن عمر: " مفاتيح الغيب خمس: ... "، والله تعالى أعلم.
وانظر: " ضعيف الجامع الصغير " (٢١٠٩) للألباني.
(٦٢) أخرجه مسلم في (كتاب الإِيمان، باب معنى قول الله عز وجل: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى}، وهل رأى النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ربه ليلة الإِسراء، ١/ ١٥٩/ ١٧٧) عن مسروق؛ قال: كنتُ متكئاً عند عائشة، فقالت: يا أبا عائشة! ثلاثٌ من تكلّم بواحدةٍ منهن فقد أعظم على الله الفرية. قلتُ: ما هُنّ؛ قالت: من زعم أن محمداً - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رأى ربّه فقد أعظم على الله الفرية. قال: وكنتُ متكئاً فجلستُ. فقلتُ: يا أمّ المؤمنين! انظِريني ولا تَعْجَليني، ألم يَقُلِ اللهُ عزَّ وجلَّ: {وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ} [التكوير: ٢٣]، {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} [النجم: ١٣]؛ فقالت: أنا أوَّل هذه الأمَّة سأل عن ذلك رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؛ فقال: " إنما هو جبريل، لم أره على صورته التي خُلق عليها غير هاتين المرتين، رأيتُه منهبطاً من السماء، سادّاً عِظَمُ خَلْقِهِ ما بين السماء والأرض ". فقالت: أولم تسمع أن الله يقول: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الأنعام: ١٠٣]، أولم تسمع أن الله يقول: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} [الشورى: ٥١]، قالت: ومن زعم أن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كتم شيئاً من كتاب الله؛ فقد أعظم على الله الفِرية، والله يقول: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ =

<<  <   >  >>