للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيها " (١).

كما ترك الشيخ رحمه الله تعالى مجموعة من المقالات القيّمة والبحوث النافعة والتعليقات البديعة في جرائد ومجلات " جمعية العلماء "، كـ " المنتقد " و " الشهاب " و " البصائر " (٢) وغيرها مما لو جمع لكان مُصَنَّفاً جليلاً (٣). وبالإضافة إلى كل ذلك، هناك " الرسائل الخاصة " التي كانت متداولة بينه وبين الشباب، وقد أربت على " مائتي رسالة "، فيها الأخوية الودية، وفيها العلمية ذات الوزن في التحقيق والتدقيق، وفيها الأدبية الرائعة، والتاريخية التي تشير إلى وثائق خاصة في عهد من العهود، أو تثير تساؤلات حول شخصية فذة أو عبقرية تحتاج إلى تقديمها، في الإطار المهذب واللون الباهر والبيان الكاشف، حتى توضع موضعها اللائق بها من تراثنا الثري، وأدبنا الغني، وماضينا المجاهد " (٤).

• وفاته:

بعد خروج الشيخ مبارك رحمه الله من " الأغواط " حوالي (١٩٣٣م)، ابتلي بداء عضال ومرض مزمن مضني، أنهك قواه ونغّص عليه حياته، ألا وهو " داء السكري "، وقد حاول الشيخ علاجه غير مرّة في الجزائر بل وخارجها فسافر من أجله إلى " فيشي " بفرنسا، لكنه سرعان ما عاوده، كما وقع له عند سماعه خبر وفاة شيخه العلاّمة ابن باديس في (١٦ إبريل ١٩٤٠) قال رحمه الله:

" عندما سمعت لدى وصولي إلى قسنطينة بموته شعرتُ أن الدورة الدموية أصبحت تسير في عكس الاتجاه المعهود، وعرفت في الحين أن داء


(١) رسالة " الشرك ومظاهره " [ص:٧].
(٢) انظر على سبيل المثال الأعداد (٧ و ٨ و ٢١ و ٢٨ و ٢٩ و ٣٠ و ٣١ و ٣٣ و ٤٥ و ٤٨ و ٩٠ و ٩١ و ٩٣ ... ) من السلسلة الأولى منها.
(٣) والنية منعقدة على جمعها في كتاب، فلعلّ الله ييسر ذلك قريباً بمنه وكرمه.
(٤) انظر: مجلة " الثقافة "، العدد (٣٧).

<<  <   >  >>