للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

النيران، ومسك الحيات ... إلى غير ذلك من المحالات ".

قلت: وقد ارتقى اليوم علم الكيمياء ارتقاء بديعاً، وصارت المركبات الكيماوية بضائع مبتذلة، فتجد عبدة الخوارق يقتنون منها ويدجلون بها على البداة الذين لم يزالوا على الفطرة لم يشعروا بالمدنية الحاضوة وغرائبها.

• سحر أصحاب التنويم:

النوع السابع: سحر التنويم، وعبر عنه الرازي بتعليق القلب، وهو أن يهول الساحر على ضعيف العقل قليل التمييز، ويوهمه أنه يتصرف في الجن حتى يؤثر عليه، فيصدقه، ويتعلق قلبه به، ويسلب شعوره من الرعب، فيكون معه كالنائم، وهنالك يفعل الساحر به ما شاء، وعامتنا تعبر عن هذا الساحر بالمصروع، وعن حركاته بالتهوال.

• سحر النمام:

النوع الثامن: سحر النميمة بالسعي بين الناس من وجوه خفية لطيفة، ولم ينفرد الرازي بإدخال النميمة في السحر، بل سبقه إليه أبو بكر الجصاص في " أحكامه "، وفعله أيضاً الراغب في " مفرداته "، وهو مقتضى ما أخرجه مسلم عن ابن مسعود رضى الله عنه، أنه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: «أَلَا هَلْ أُنَبِّئُكُمْ مَا الْعَضْهُ؟ هِيَ النَّمِيمَةُ الْقَالَةُ بَيْنَ النَّاسِ» (٨١).

والعضه- بفتح فسكون-: السحر في لغة قريش، والعاضه: الساحر عندهم، قاله في " الصحاح ".


(٨١) أخرجه مسلم في " صحيحه " في (كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم النميمة، ٤/ ٢٠١٢/ ٢٦٠٦) عن عبد الله بن مسعود؛ قال: إن محمداً - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: «ألا انَبِّئُكُمْ ما العَضْهُ؛ هي النميمةُ القالَةُ بين الناس»، وإن محمداً - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: «إنّ الرَّجُلَ يَصْدُقُ حتى يُكْتَبَ صِدِّيقاً، ويكْذِبُ حتى يُكتب كَذَّاباً»

<<  <   >  >>