للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

صحيح "، ورواه غيره بروايات فيها زيادات.

ولعظمه في الدين ذكره النووي في " الأربعين حديثاً وأفرد الحافظ ابن رجب الكلام على رواياته ومعانيها برسالة سماها: " نور الاقتباس في مشكاة وصية النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لابن عباس ".

• عموم عجز المخلوق:

تأمل تعجيز النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لجميع الأمة على اجتماعها عن إسداء الخير أو الإِيذاء بالشر من غير أن يستثني ملكاً مقرباً، أو نبياً مرسلاً، أو وليّاً صالحاً، أو شجرة عتيقة، أو صخرة ضخمة، وهذا التعميم في التعجيز هو ما تنادي به الآيات السابقة وغيرها، حيث صرح بأن خيار خلقه الذين يبتغون التقرب منه ويرجونه ويخافونه لا يملكون كشف الضر عن أحد ولا تحويله.

• فشو دعاء غير الله:

ولقد فشا في المسلمين دعاء غير الله على شدة إنكار كتابهم له وتحذير نبيهم منه، حتى صار الجهلة ومن قرب منهم يؤثرونه على دعاء الله وحده،


=
دينار، وعبيد الله بن عبد الله، وعمر مولى غُفْرة، وابن أبي مليكة وغيرهم، وأصح الطرق كلّها طريق حنش الصنعاني التي خرّجها الترمذي، كذا قال ابن منده وغيره. وقد روي عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه وصى ابن عباس بهذه الوصية من حديث علي بن أبي طالب، وأبي سعيد الخدري، وسهل بن سعد، وعبد الله بن جعفر، وفي أسانيدها كلّها ضعف، وذكر العقيلي أن أسانيد الحديث كلّها ليّنة، وبعضها أصلح من بعض، وبكل حال، فطريق حنش التي خرجها الترمذي حسنة جيّدة ".
والحديث أشار شيخ الإِسلام ابن تيمية إلى ثبوته، فقال في " مجموع الفتاوى " (١/ ١٨٢): " وهذا الحديث معروف مشهور " بعد أن جزم بنسبته إليه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وصححه العلاّمة أحمد شاكر في " تعليقه على المسند "، ومحدّث العصر في " ظلال الجنّة " (١/ ١٣٧ - ١٣٩/ ٣١٥ - ٣١٨)، و " صحيح [سنن الترمذي " (٢٠٤٣)، و " الجامع الصغير " (٧٨٣٤)].

<<  <   >  >>